لا يعرف عنه المغاربة الشيء الكثير، إذ كان الرجل قليل الكلام و ملازما لرئيس الحكومة عبد الله بنكيران، كيف لا وهما رفاق الدرب ودامت صداقتهما منذ أكثر من ثلاثين سنة، في مسار الحياة والسياسة والدعوة، عند تأسيس "الجماعة الإسلامية"، وبعدها حركة الإصلاح والتجديد، ثم حركة التوحيد والإصلاح، قبل الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية نهاية تسعينيات القرن الماضي. كثيرة هي الأوصاف التي كانت تطلق عليه، بين من أسماه ب"العلبة السوداء" لبنكيران، و"رجل الظل" وبين من وصفه ب"حكيم" حزب العدالة والتنمية ورجل "التوازنات" داخل حزب المصباح الذي يقود الحكومة الحالية، فالكثيرون يرونه مرجعا أساسيا يعود إليه أعضاء الحزب في حال تواجد أي نوع من الخلافات، إلى جانب كونه قوة اقتراحية وازنة داخله، فهدوء طبعه وتفضيله الابتعاد عن الأضواء والظهور جعل منه شخصية استثنائية داخل الحزب . عاش في صمت…ورحل في صمت…كان على موعد مع الموت غير بعيد عن المكان الذي شهد رحيل القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي أحمد الزايدي قبل أسابيع، حيث صدمه قطار سريع لم ينتبه له الرجل الثاني في الحكومة الذي ترجل عن سيارته ليتفقد مكان وفاة القيادي الاشتراكي. ولد بها لأسرة سوسية سنة 1954 بمنطقة أفران بإقليم كلميم، وتابع دراسته الابتدائية بمجموعة مدارس أفران بمسقط رأسه، وحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1975 بثانوية يوسف بن تاشفين بأكادير، ليتابع بعد ذلك تكوينه العالي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، حيث حصل على دبلوم مهندس تطبيق في التكنولوجيا الغذائية سنة 1979، ليشتغل بعد ذلك أستاذا في نفس المعد منذ ذلك الحين إلى غاية سنة 2002. خلال مساره السياسي تقلب بها بين المناصب السياسية، حيث كان عضو الأمانة العامة لحزب الحركة الدستورية الديمقراطية منذ 1996، ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية منذ سنة 2004 إلى الآن. مشاركو حكيم البيجيدي في الانتخابات كانت في انتخابات 2002، حيث ظفر بمقعد انتخابي بدائرة الرباط-شالة سنتي 2002 و2007، بينما لم يقدم ترشيحه في الانتخابات التشريعية الأخيرة. علاوة على ذلك، شغل بها منصب رئيس تحرير سابق لجريدتي "الإصلاح" و"الراية"، ونائب مدير نشر سابق ليومية "التجديد". بعد توليه منصبه الوزاري، اشتهر بها لدى المغاربة خصوصا بعد تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران المتكررة بخصوصه، والتي تبين مدى قوة علاقة الرجلين وقربهما من بعضهما على مستويات مختلفة.