بعد فوز حزب "نداء تونس" في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي،اختار أول برلمان تونسي منتخب منذ الثورة على نظام بن علي، محمد الناصر الرجل الثاني في حزب "نداء تونس"، رئيسا له في أولى خطوات انتقال السلطة. انتخب "مجلس نواب الشعب" التونسي الخميس محمد الناصر (80 عاما) القيادي في حزب "نداء تونس"، حزب من يمين الوسط والفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، رئيسا للبرلمان الجديد الذي سيباشر العمل التشريعي والرقابة على الحكومة خلال السنوات الخمس القادمة. وتلقى المجلس ترشحا وحيدا لرئاسة البرلمان من محمد الناصر الذي لم ينافسه على هذا المنصب مترشح آخر. ويحمل الناصر المولود سنة 1934 بمدينة "الجَمّ" في ولاية المهدية على الساحل الشرقي التونسي، درجة الدكتوراه في "القانون الاجتماعي" حصل عليها سنة 1976 من جامعة باريس. وقد عينه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، الذي حكم تونس بين 1956 و1987، "مندوبا عاما" (مديرا) ل"ديوان العملة التونسيين بالخارج" (1974/1973) ثم وزير "العمل والشؤون الاجتماعية" في مناسبتين (1974 و1977) و(1979 و1985). وفي عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (2011/1987) تم تعيينه رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأممالمتحدة والهيئات الدولية المختصة بجنيف (1996/1991). وبعد الثورة التي أطاحت في 14 يناير 2011 بنظام بن علي، تم تعيينه وزيرا للشؤون الاجتماعية في حكومة الباجي قائد السبسي التي قادت تونس من نهاية فبراير 2011 وحتى ديسمبر 2011. ومنح دستور تونس الجديد الذي صادق عليه "المجلس الوطني التأسيسي" (البرلمان المؤقت) في 26 يناير 2014 البرلمان ورئيس الحكومة صلاحيات واسعة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.