تستأثر قمة الجولة العاشرة من الدوري «الاحترافي» بين الوداد والرجاء، باهتمام كل المتتبعين الرياضيين، ولا صوت يعلو صوت الديربي البيضاوي، مهما بلغ حجم الأحداث الكروية المتزامنة مع موعده، نهاية الأسبوع الجاري، وبرغم وجود مواجهات أخرى على تعددها وتنوعها، وقوة أطرافها المتبارية على اختلافها وتباين أهدافها. ويجد الغريمان التقليديان، الوداد والرجاء، نفسيهما وجها لوجه، عندما يلتقيان غدا (الأحد) بملعب مجمع محمد الخامس بالدارالبيضاء، انطلاقا من الثالثة بعد الظهر، بحضور عشرات الآلاف من أنصار الفريقين، وبرهانات متقاسمة نحو تحقيق نتيجة إيجابية، من قبيل الفوز، أو على الأقل تجنب الهزيمة، بالنظر إلى ما تجره على متلقيها من غضبة جماهيرية، وما قد وربما من إطاحة ببعض الرؤوس ما يترتب عنها من نكسة تقنية قد يصعب تجاوزها الأنصار وفيما يبدو «الديربي البيضاوي 117» مرشحا، كما العادة، كي يحفل بتنافس وندية بين مكونات الفريقين، سواء على أرضية الملعب، أو على مستوى المدرجات التي تشهدا صراعا حادا بين جماهير الطرفين المتباريين، وما يتخلل ذلك من أهازيج تشجيعية ورفع شعارات تحفيزية وإبداع تيفوات معبرة، فإنه يتزامن هذه السنة مع تباين وضعيتي الفريقين إذ في الوقت الذي ويتزامن ديربي هذه السنة مع تباين وضعيتي الفريقين، إذ في الوقت الذي يتصدر فيه الوداد ترتيب الدوري «الاحترافي» برصيد 17 نقطة، ويعيش فترة قوة وانتعاشة غير مسبوقة منذ سنوات، فإن الفريق الأخضر، الذي يوجد في الصف العاشر ب12 نقطة، ويمر بمرحلة صعبة، جراء سلبية النتائج، وما ترتب عنها من فقدان استقرار بشري وتقني، لاسيما على مستوى إدارته التقنية، عندما تم تعويض الجزائري بنشيخة بالبرتغالي روماو، دون جدوى حتى الآن، على الأقل. وحسب لغة الأرقام ومعطيات الواقع الراهن، يبدو الوداد، على الورق، أكثر جاهزية للموعد، بحكم صدارته المستحقة، وعدم تعرضه لأي هزيمة، عبر الدورات التسع التي مرت حتى الآن، وهو ما قد يميل كفة القلعة الحمراء على حساب نظيرتها الخضراء، التي توجد في وضع غير معتاد لها، بعدما ظلت تأتي على الأخضر واليابس، مهما كانت الخصوم. لكن تاريخ الديربي أتبث أنه لا يعترف بمثل هذه المعطيات، على الإطلاق، بقدر ما أن جزئيات بسيطة من شأنها أن تحسم في نتيجة الديربي، خاصة منها الإعداد الذهني للاعبين، وما يتعلق بالجوانب النفسية والتحفيزية. وهو ما يعني أن تعليمات المدربين روماو وتوشاك قد تكون حاسمة، بنسبة مهمة، في نتيجة الديربي. ويعتزم توشاك على استثمار حماس لاعبيه وارتفاع معنوياتهم لانتزاع نقاط المباراة، خاصة أن الوداديين يضعون نصب أعينهم الفوز بهذه المباراة، الذي يشكل فيها «الواك» الفريق المستضيف، إذ أن إحراز نقاطها سيمكنهم من الاستمرار في الزعامة، وتوسيع الفارق مع غريمه الرجاء بفارق ثماني نقاط كاملة، وما يعنيه ذلك من هروب على أحد أشرس منافسيه، غير الموثوق في سباتهم، طالما أنه بإمكان النسور إعلان يقظتهم، سواء غدا أو في ما يأتي من دورات. من ناحيته، يعول الرجاء، بقيادة مدربه روماو، على مواجهة الديربي، لتحقيق الفوز الكفيل بالتصالح مع جماهيره الغاضبة، وإعلان انطلاقته من أجل دعم موقعه وتعزيز رصيده من النقاط، علاوة على الأهمية القصوى التي تكتسيها هذه المواجهة بالنسبة إلى الجانبين المتباريين، لاسيما الفريق الأخضر، إذ أن الفوز فيها، في حال تحقيقه، من شأنه أن يضمن للرجاء المصالحة مع أنصاره، ويعيد الثقة إلى مكوناته، ويرفع معنويات اللاعبين بنسب كبيرة، وكفيلة كي تضع النادي الأخضر على سكة النتائج الإيجابية في ما يستقبل من دورات. وكان الغريمان، الوداد والرجاء، ارتأيا التحضير لمباراة الديربي خارج مدينة الدارالبيضاء، سعيا إلى إبعاد لاعبيهما على الضغوط النفسية، وضمان تهيئ جيد، بحكم قيمة المواجهة، إذ اختار الفريق الأحمر مدينة المحمدية لخوض تداريبه الإعدادية، بقيادة مدربه الويلزي جون توشاك، لمدة ثلاثة أيام، بدءا من يوم أول أمس (الخميس)، وهي المدة الزمنية نفسها التي استعد فيها الفريق الأخضر، بدوره، بملاعب الكولف الملكي بالجديدة، قبل أن يعود الفريقان إلى الإقامة بالبيضاء اليوم (السبت)، على بعد يوم واحد من موعد الديربي.