في الحوار التالي يتحدث لحسن السكنفل عن حكم الشرع في المثلية الجنسية كما يبرز رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة راي الدين في التحول الحنسي { ما هو حكم الشرع في المثلية الجنسية؟ حكم الشرع في المثلية الجنسية تحدده قصة قوم لوط، التي وردت في القرآن الكريم في عدد من المواضع. المثلية الجنسية هي فعل محرم شرعا، والممارسون له هم ملعونون بنص الشرع، إذ قال الله سبحانه وتعالى، على لسان سيدنا لوط لقومه الذي بعث لهم: "أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم، بل أنتم قوم عادون"، كما قال في آية أخرى: "أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين"، فسمى المثلية الجنسية بالفاحشة وأنكرها إنكارا شديدا، فكان عقاب قوم لوط هو أن الله سبحانه وتعالى جعل عالي الأرض التي يسكنونها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل. من خلال هذه النصوص واضح أن المثلية غير مقبولة شرعا، وأن من يقومون بهذا الفعل يخالفون السنن الكونية. فالكون كله مكون من ذكر وأنثى، وحتى في مجتمع البهائم لا نجد الذكر يبحث عن الذكر والأنثى تبحث عن الأنثى، بل الذكر يبحث عن الأنثى وهي تبحث عنه، وهذه فطرة الله التي فطر عليها الناس جميعا. { هل المثلية محرمة فقط بموجب الدين الإسلامي لوحده أم تمنعها مختلف الديانات السماوية؟ المثليون جنسيا لا يخالفون الدين الإسلامي فقط، بل كل الرسالات السماوية تندد بهذا الفعل ولا تقبل وجوده المخالف للفطرة الإنسانية، فميل الرجل للمرأة والعكس هو شرط لاستمرار الحياة، إذ لا يمكن أن تستمر الحياة بدون ذلك، أما أن يستغني الرجال بالرجال عن النساء، أو أن تستغني النساء عن النساء بالرجال فيسمى عندنا فعل قوم لوط، وهو فعل منكر وشنيع حرمته جميع الشرائع السماوية، والقرآن الكريم صريح في تحريم هذا الأمر. { كيف ينظر الدين إلى المثلية الناتجة عن اختلال في الهرمونات الجنسية، والتي يمكن أن تكون مرضا عضويا؟ هذا الأمر يسمى في الفقه الإسلامي ب"الخنثى المشكل"، وهو الشخص الذي لا يعرف بالضبط هل هو ذكر أم أنثى، وله أحكام خاصة، إذ يجب أولا أن ينظر إليه من الناحية الطبية لإثبات مدى صحة هذه الاختلالات الهرمونية وللتأكد من أن الأمر يتعلق بمرض عضوي، وحتى وإن تأكد بأن الأمر يتعلق بمرض فلا يجب أن يبرر به ممارسة الشذوذ الجنسي. وإذا ما أثبت الطب أن ذلك الشخص هو ذكر وليس أنثى أو العكس فلا إشكال في إجراء عملية تحول جنسي، لكن بشرط التأكد من الأمر طبيا، أما إذا تم إجراء عملية تحول جنسي فقط لأن الشخص يريد ذلك، فالأمر يدخل في إطار تغيير خلق الله، وهذا من وسوسة الشياطين ويقول تعالى على لسان إبليس: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا". { المثليون جنسيا في المغرب باتوا في الآونة الأخيرة يحاولون الظهور أمام المجتمع بشكل علني، هل يمكن أن نتصور خروج هؤلاء في مظاهرات أو مسيرات؟ أولا الدولة هي المسؤولة عن الحفاظ على أمن البلاد واستقراره والدفاع عن ثوابته الدينية وحماية الشعور العام للمواطنين. ثانيا، من مارس هذا الفعل الشنيع في الخفاء يجب أن ندعو له بالشفاء، فربما هو يعاني من أمراضا نفسية أو اختلالات هرمونية، لكن من أراد أذية الشعور العام بممارسة هذا الفعل فيجب أن يحال على القضاء، إذ لا يمكن في أي مكان من العالم إيذاء الشعور العام وجرح عقيدة المواطنين. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذر من ممارسة الفاحشة بشكل معلن في حديثه الشريف الذي يقول: "وما فشت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها، إلا فشت فيهم الأوجاع التي لم تكن فيمن قبلهم". وعلى صعيد آخر، إن الخروج عن الضوابط الإنسانية والشرعية يؤدي إلى ظهور أمراض مثل السيدا أو السفلس، وهي أوبئة انتشرت بين الزناة واللوطيين.