قالت الأممالمتحدة اليوم الخميس إن الأزمة الإنسانية في سوريا تزداد سوءا وسط "استخفاف شديد" من جميع أطراف النزاع في سوريا بينهم القوى الموالية للحكومة ومقاتلي الدولة الاسلامية بمعاناة ملايين المدنيين. وجاءت هذه التصريحات على لسان كيونج وا كانج مساعدة الأمين العام ونائبة منسقة الإغاثة العاجلة لدى الأممالمتحدة وذلك خلال إفادتها الشهرية أمام مجلس الأمن بشأن مدى الالتزام بمطالب الأممالمتحدة لتأمين وصول أكبر للمساعدات عبر سوريا التي دخلت العام الرابع من حربها الأهلية. وقالت كانج إن "المعاناة الإنسانية في سوريا تزداد سوءا. إن أعداد القتلى والجرحى في السنوات الأربع تقريبا من النزاع مروعة." وأضافت "إن العقاب الجماعي الذي يلحق بالمدنيين مرعب وكذلك الاستخفاف الشديد من قبل أطراف النزاع لشعب سوريا وأمانه وكرامته ولمستقبل البلاد." وتحدث وسيط الأممالمتحدةلسوريا أيضا إلى المجلس عقب جولته التي استمرت 40 يوما في المنطقة. واقترح "خطة عمل" لتنفيذ بعض "مناطق لتجميد الموقف بصورة متزايدة" أي ما يعني وقفا لإطلاق النار على مستوى محلي حيث يمكن أن تبدأ العملية السياسية على مستوى محلي. "والفكرة تكمن في جعل الفتيل المروع الذي تستخدمه داعش في (إشعال) المنطقة وفي سوريا ليكون فتيلا للمضي قدما في إطار ما قد يكون بعض الخطوات على الأرض لمن يوافقون على وجوب وقف الإرهاب الذي تمثله داعش." وداعش اختصار غير رسمي للاسم القديم لتنظيم الدولة الإسلامية حينما كان اسمه الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأظهرت إحصاءات الأممالمتحدة نزوح نحو عشرة ملايين شخص جراء الحرب الأهلية في سوريا في حين هرب نحو ثلاثة ملايين لاجئ إلى خارج البلاد وقتل ما يقارب 200 ألفا. واتهمت المنظمات الحقوقية كلا من المجموعات المسلحة والحكومة السورية بقتل المدنيين وهدم المنازل وهو اتهام كررته كانج بدورها. وقالت كانج "الدولة الاسلامية وباقي أطراف النزاع في سوريا يقتلون ويجرحون الناس ويدمرون المنازل والقرى والبلدات والمدن ويفلتون من العقاب." وأضافت "كثفت المجموعات المسلحة المعارضة هجماتها في الوقت الذي استمرت فيه الغارات الجوية للقوات الحكومية خصوصا بالبراميل. وأمس استهدفت براميل متفجرة مخيما صغيرا للنازحين في ادلب ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص بينهم نساء وأطفال." وقال نازحون من المخيم إن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري ألقت برميلين متفجرين. في حين أظهرت مشاهد تسجيل مصور الاجساد المتفحمة والمقطوعة الأوصال. وقالت كانج إن الاممالمتحدة تبذل كل ما بوسعها لإيصال المساعدات إلى الأشخاص الأكثر تضررا من الحرب لكن هذا الامر يزداد صعوبة باستمرار. ونبهت كانج إلى أن الأممالمتحدة لم يعد لديها ما يكفي من التمويل إذ أن الدول المانحة تبرعت بنحو 39 في المئة فقط من المبلغ المطلوب لجهود الاغاثة في سوريا وهو 2.3 مليارات دولار ما سيؤدي إلى تخفيض المساعدات الغذائية لملايين السوريين. ومضت بالقول "نحن لا نزال غير قادرين على إيصال كميات كافية من المساعدات إلى سكان المناطق التي تعد الأصعب في الوصول إليها. إن العقبات البيروقراطية الحكومية لا تزال تؤخر او ترفض إيصال المساعدة.. هناك نحو 241 ألف شخص لا يزالون محاصرين معظمهم من قبل القوات الحكومية." وأشارت إلى أن تقدم تنظيم الدولة الاسلامية جعل الوضع السيء أكثر سوءا. وقالت كانج "في الشهر الماضي هرب نحو 200 ألف شخص من التقدم الوحشي للدولة الإسلامية في العراق والشام وسعوا للجوء إلى تركيا."