خلافا لكل التوقعات، بدت العديد من المدن المغربية هادئة في أولى ساعات يوم الإضراب الذي دعت إليه النقابات. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الكثيرون، تجاوب كبير لمختلف القطاعات مع إضراب النقابات، في ظل الحملة والاستعدادات التي سبقت طوال الأسابيع السابقة، إلا أنه ولحدود منتصف نهار اليوم، بدا كل شيء عادي للغاية، باستثناء حركة النقل. وبدت الحركة بمدينة الدارالبيضاء منذ ساعات الأولى من صباح اليوم، عادية، بحيث لم يظهر اثر الاضراب الا في عدد من القطاعات المرتبطة بالنقل، من بينها الترامواي وشركة النقل مدينة بيس، الى جانب الجماعات المحلية وقطاع التعليم العمومي والميناء، بالإضافة إلى بعض الشركات الخاصة. وحسب ما وقفت عليه "اليوم24 "صباح اليوم، فبعض أعضاء نقابة الاتحاد العام للشغل، ينظمون وقفة أمام مقر النقابة المتواجد بشارع المحج الملكي، مما أدى إلى عرقلة السير وتدخل الأمن لإبعادهم عن الشارع، وظل النقابيون يرددون شعارات النقابة وشعار "الحكومة نائمة والمشاكل قائمة". وقال ميلود موخاريق، الأمين العام لاتحاد العام للشغل ل"اليوم24″، إن الإضراب ناجح لحدود الساعات الأول من صباح الأربعاء، مضيفا أن هناك اتصالات جد مكثفة مع باقي المركزيات النقابية الداعية للإضراب، لتحديد نسبة نجاحه. واعتبر الأمين العام لاتحاد العام للشغل، أن المفاجأة التي قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، سيعلنها ليلة الإضراب، أنها لا تعني النقابة وتعنيه هو لوحده، داعيا الحكومة الى تطبيق مطالب الطبقة العاملة. ولم تختلف أجواء العاصمة الاقتصادية عن أجواء مدينة الرباط، التي بدت هي الأخرى هادئة صباح يوم الإضراب. وتمكن المواطنون الذين لم يستجيبوا لدعوة النقابات من الوصول بشكل طبيعي وسلس لمقرات عملهم، حيث ان طرامواي الرباط وسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة لم تضرب عن العمل. وخلافا لاجواء البيضاءوالرباط، عرفت كل من اقاليم أكادير وانزكان ايت ملول واشتوكة ايت بها صبيحة اليوم 29 اكتوبر شللا تاما على مستوى النقل الحضري والتي توفرها شركة "ألز" بين هذه الاقاليم وجماعاتها. وعاينت اليوم 24 منذ الساعة السادسة صباحا الحافلات مركونة بمحطة تاسيلا بانزكان وأكادير بدون سائقين ومراقبين.