وجه الفقيه المقاصدي احمد الريسوني دعوة مباشرة إلى الرئيس السوداني عمر البشير مطالبا إياه بترك الحكم وإخراج نفسه من اللائحة السوداء للحكام العرب الديكتاتوريين الذين حكموا بلدانهم بالدم والحديد. وكتب الريسوني، في دعوته هذه الى الرئيس السوداني"بغض النظر عن تقييم شخصية الرئيس السوداني الحالي وأسلوبه في الحكم، وبغض النظر عن تقييم فترة حكمه وحصيلتها ونتائجها، وما إن كانت إيجابية مشرّفة، أو كارثية، أو بين ذلك، وبغض النظر عن المؤامرات والعداوات الخارجية الموجهة إليه وإلى حكمه بسبب الصفة الإسلامية التي يتحلى بها ويحكم تحت لافتتها… بغض النظر عن ذلك كله، فإني أرى – ومنذ سنين طويلة – أن عمر البشير وحزبه عليهم أن يتركوا الحكم، وخاصة منه رئاسة الجمهورية". وعدد الريسوني الاسباب التي جعلته يوجه طلبه للبشير، وبدأها بكونه استولى على الحكم عبر انقلاب عسكري ضد حكومة شرعية منتخبة لا غبار عليها; كما ان السند الأقوى في الاحتفاظ بالحكم، يقول الفقيه المقاصدي، هو امتلاكه هو وحزبه للجيش وغيره من أدوات الحكم والتحكم، وأما دور الشعبية والمصداقية فيأتي لاحقا وتابعا للقوة العسكرية والأمنية وللوجود الفعلي في الحكم"، على حد تعبيره. واضاف الريسوني ان البشير الآن أمضى في الحكم ربع قرن، وهو وحزبه يطمحون في تمديد حكمهم لأجل غير مسمى. وهذا عادة، يضيف، لا يتأتى إلا بالأساليب التحكمية وفرض الأمر الواقع. أما بخصوص الدستور والانتخابات والفوز الديمقراطي بالرئاسة والتمديد الديمقراطي لفتراتها اللامحدودة والتأييد الجماهيري العارم، فعلق عليها الريسوني بالقول : "هذه أمور نعرفها ونعرف قيمتها ونتانتها، مع جعفر النميري وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وعبد الفتاح السيسي ومعمر القذافي والحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وهواري بومدين والشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة ومعاوية ولد الطايع ومحمد ولد عبد العزيز وحافظ الأسد وبشار الأسد وصدام حسين وعلي عبد الله صالح"، فالاقتداء بهؤلاء والتحجج بنهجهم وطريقتهم في تولي الحكم والبقاء فيه، يقول "أصبح مجرد حجة دكتاتورية سخيفة ومبتذلة". وختم الريسوني رسالته بالقول "حاول أن تستل نفسك من هذه القائمة السوداء، وسجل نفسك في قائمة سلفك الصالح، الكريم المكَرَّم، المشير عبد الرحمان سوار الذهب. وإنَّ أحسن ما تتقرب به إلى ربك، وتخدم به دينك ووطنك، وأفضل ما تهديه للأمة الإسلامية وللحركة الإسلامية، هو أن تتنحى عن الحكم راضيا مرضيا، وتشرف على نقل الرئاسة إلى غيرك وغير حزبك، بطريقة شرعية نزيهة مسلّمة لا شية فيها".