في الوقت الذي كان فيه قطبا مدينة الدارالبيضاء، الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي يوقعان مذكرة تفاهم بينهما، مساء الجمعة الأخير، في أحد فنادق العاصمة «الاقتصادية»، كان أنصار الفريقين يتراشقون السب والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي، غير مرحبين بالالتئام التاريخي للناديين، بداعي أنه يخدم أجندة سياسية. أنصار القلعة الحمراء وجيرانهم في القلعة الخضراء، رفضوا الاتفاق الذي وصف ب»التاريخي»، بداعي أنه «اتفاق رياضي في قالب سياسي»، الغرض منه، حسب الأنصار دائما: «خدمة مصالح وأهداف حزب سياسي معين». وجاء في مضامين الاتفاق بين الفريقين البيضاويين: «تأسيس إطار عمل مشترك تعهد إليه مهام قيادة وتتبع وتنفيذ مضامين المذكرة، وتنظيم أنشطة وحملات لنبذ ظاهرة الشغب، تأكيدا للوظيفة البيداغوجية والأخلاقية لكرة القدم، وتأسيس مؤسسة wac-raja، للأعمال الاجتماعية، والعمل على تعزيز وتطوير الموارد المالية المشتركة، والترافع وقيادة مشاريع تأهيل البنيات الرياضية بمدينة الدارالبيضاء، والعمل على إنشاء مراكز مشتركة للتكوين لفائدة الشباب، تنظيم أنشطة مشتركة واحتضان لقاءات رياضية موضوعاتية، الانخراط في إنجاح جميع الاستحقاقات الرياضية القارية والدولية في المغرب، ومواصلة التفكير في مبادرات علمية مشتركة تعزز الروح الإيجابية التي تحكم هذه المبادرة». وقال محمد أوزين، وزيزر الشباب والرياضة، الذي حضر توقيع الاتفاق، إن الرسالة من الأخير «واضحة للعيان»، مضيفا: «تأخرنا قليلا في توقيع هذه المبادرة، لأنه كان لزاما توقيعها منذ مدة، ولا يمكننا إلا أن نشجع الفريقين على هذه المبادرة، وأتمنى أن تعمم على جميع الأندية المغربية، لأن الرياضة كما قلت، هي نتائج، فرجة، صورة، أخلاق، وهذه هي الرسائل التي يجب أن نمررها للأجيال الصاعدة». من جانبه قال محمد بودريقة، إن مذكرة التفاهم ليس الغرض منها اقتسام مداخيل مباريات الديربي بين الناديين، موضحا: «الاتفاقية لديها أهداف أخرى، أكثر إيجابية من اقتسام مداخيل المباريات»، وهذا ما أكده سعيد الناصيري الذي قال إن التنسيق بين الفريقين «سيكون في كل ما هو رياضي واجتماعي، من خلال إنشاء مؤسسة، الهدف من ورائها التأكيد على أن الغرض من هذه الرياضة في بلادنا، تأسيس لكل ما هو أخلاقي». وكانت قد بدأ التخطيط لهذه الاتفاقية الموسم الماضي، غير أن المشاكل الإدارية التي كان يعرفها الفريق الأحمر، دفعت المسؤولين إلى تأجيل توقيعها إلى غاية بداية الموسم الحالي.