عاد حميد شباط من جديد إلى قصف الجارة الجزائر وذلك خلال مهرجان خطابي نظمه فريق حزب الاستقلال بالبرلمان (الوحدة والتعادلية) يوم أمس بمدينة وجدة، حيث اتهم حكام الجارة الشرقية بتوجيه أموال وخيرات الشعب الجزائري، إلى "دعم مرتزقة البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب". وجدد شباط مطلبه باسترجاع الأراضي المغتصبة التي تقع اليوم تحت السيطرة الجزائرية والاسبانية، قائلا "نحن نريد أرضنا، نريد كرامتنا، نريد استرجاع تندوف ولقنادسة وكلومب بشار وسبتة ومليلية والجزر الجعفرية"، قبل أن يستدرك أن الحكومة الحالية غير معنية باسترجاع هذه الثغور، أكثر من ذلك اتهمها ب"الدفاع عن المخابرات الجزائرية بدفع أحد أبنائها بوجدة إلى اتهام حزب الاستقلال بأنه "يسعى إلى إحراج الجزائر"، في إشارة إلى البرلماني عبد العزيز أفتاتي، الذي أكد في وقت سابق أن الوقفة التي يعتزم حزب علال الفاسي تنظيمها على الحدود سيفهمها الجيران بأنها "استفزاز لهم". شباط اتهم الحكومة الحالية بمنعه من الاحتجاج بالشريط الحدودي، "كنا نتمنى اليوم بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام أن نقف في الحدود، لكن توجهات هذه الحكومة حالت دون ذلك"، ودعا في سياق مواجهة الحكومة التي وصفها ب"الملتحية"، إلى المشاركة بكثافة في الإضراب الوطني الذي ستخوضه نقابته بعد غد الثلاثاء، مهددا الحكومة بشل المغرب عن طريق الدعوة مستقبلا إلى إضراب عام. ولم يتوقف زعيم حزب الاستقلال عند هذا الحد، إذ أكد أمام الحاضرين بالقاعة المغطاة "المغرب العربي"، أن حزبه يهيئ لقيادة الحكومة المقبلة، ودعا في هذا السياق عموم سكان وجدة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت لصالح حزب الاستقلال في الانتخابات المقبلة. هذا وكان نفس المتحدث قد اتهم أول أمس الجمعة، خلال افتتاح ندوة حول "الاندماج المغربي"-اتهم- مستشاري البيجيدي بمجلس وجدة بحمل أفكار تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا ب"داعش". من جانبه رد عبد العزيز أفتاتي البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عن اتهامات شباط، بوصفه ب"المشعوذ"، الذي "يخدم أجندة الدولة العميقة"، هذه الدولة التي قال عنها أفتاتي في تصريح ل"اليوم 24" أنها "لا تريد الانتقال الديمقراطي" وأصبحت توظف شباط في مواجهتها مع حزب العدالة والتنمية. وعن المقابل الذي تمنحه "الدولة العميقة"، أكد نفس المتحدث، أنه كما يعلم الجميع "لازالت الدولة العميقة تمنح هدايا قضائية"، قبل أن يوضح أكثر أن شباط شكل مجموعة للدفاع عن مصالحها بهذه الطريقة حتى لا تطالها أي متابعة قضائية، قبل أن يؤكد أن مدينة فاس في الانتخابات المقبلة لن يقبل أحد أن تبقى بيد شباط الذي راكم، على حد تعبيره، ثروة خيالية وتحول من مستخدم بسيط إلى ملياردير. واستغرب أفتاتي كيف أن شباط يطلق اتهامات تستدعي التحقيق بموجب قانون الإرهاب كاتهامهم بربط علاقة مع "داعش"، ولا يتم تحريك مسطرة التحقيق من قبل النيابة العامة المختصة.