لا حديث في الخميسات سوى على التنمية، ولا جدال بين أهلها إلا على وضعهم وأسبابه، ولا سجال بين سياسيها إلا على التحكم ورسم خريطة انتخابية وتقسيم ادوار الاستثمار في العقار. هي مدينة بلا تنمية وبلا معامل وبلا مصانع وبلا جامعة، مدينة ببنايات إدارية مهمة لكنها بلا خدمة ترضي سكانها، ولا تطبيب يداوي جراح مرضها، ولا أمن يعطي طمأنينة لقاطنيها. مدينة أهم ما فيها بين المقهى والمقهى توجد مقهى، مدينة بمثال "الخميسات لا صحة ولا فليسات" قيل للمجدوبي وهو مثال أكثر تداولا عليها سواء بين أهلها أو بين من يعرفها أو زوارها. مشكل التنمية والتطور والتحديث في مركز ثاني أكبر إقليم في المغرب وبموقع استراتيجي هام مستعصي على الجميع ولا يفهمه ولا يفقهه إلا مسببه، مدينة بسلطة تحسن التحكم في مجاريها ببروتوكول في معارض أحيدوس وتوزيع الزيت والسكر على أقارب أو مصوتي ممثليها، وسياسيين تابعين لنفوذ هذا التحكم، وجمعيات تغني أعضائها بالريع وتغلي بالتزاحم على رئيس الفساد فيها. مدينة رأس السلطة فيها يتحرك ببروتوكول السلاطين وتنمية الطغاة وتحكم الديكتاتورين، مدبر شأن بلديتها بلا مستوى دراسي ولا وعي ثقافي ولا حس نضالي قيل فعل ما يفعله الكثيرون في البلد في الانتخابات السابقة ليجلس في وسط كراسي القاعات مسيرا اجتماعات الدورات التي تعتبر فرصة لترويج والترويح على النفس، لأن مستشاريها يحسنون التمثيل اللا إرادي عن طريق اللاوعي بسبب اللا دراسة واللا ثقافة واللا احترام واللا سياسة. مدينة الخميسات بلا صحافة مهنية نزيهة ولا مبادرة عملية ولا تخطيط ممنهج ولا رؤية واضحة ولا مستقبل لمستقبلها، شبابها ضائع وتائه بين أزقة أحيائها الدارس منهم والأمي والجاهل والمجرم، كلهم بلا عمل ولا مال ولا ترفيه ولا توجيه ولا وعي ولا ملجأ. هي مثل الدول النامية تقتات من عائدات مهاجرها في طنجة والبيضاء والقنيطرة والرباط رغم أن أجداد سكانها رجال حرروا البلاد من الاستعمار وساهموا في استرجاع الصحراء، منهم من أنصف ومنهم من لا حظ له في وطنه حتى في ابسط حقوقه. جمعياتها حاملة أسماء بلا دور يعود بالنفع إلا من رحم ربي، أقدم حي صفيح (قيل في المغرب) وعد سكانه بتغيير وضعهم منذ السبعينيات ولا شيء حتى الآن سوى وداديات تقتات على مصلحة الضعفاء والفقراء والأميين. مدنية سكانها يراهنون على زيارة ملكية لعل عاهل البلاد ينقذها من سفاح تنميتها ومفسدي طريقها وناهبي مالها، كأن سلطتها القضائية وسياسيها ومناضلها ومثقفها وطلابها وشبابها ورجالها ونسائها وكبارها وصغارها لا يملكون الجراءة والحماس والغيرة على التحرك، إنها فعلا مدينة العهر السياسي والأمني والجنسي بامتياز لم ولن أستطيع تغيير الوضع وتوضيح الفضائح وتحسين الحال وتطوير الإدارة وتثقيف السكان واستيقاظ النيام، لذا التجأت لقلمي كاتبا كلمات نابعة من القلب، متحسرة على الوضع، باكية على الميت، عبر صحف ومواقع اجتماعية، أملا أن يعرفها محاربي الفساد في العدل ومؤمني الناس في الداخلية ومحسني التنمية في الاقتصاد ومثقفي المواطنين في الثقافة وراعي الطلاب في التعليم.