على ضوء الدراسة المغربية المنجزة حول الانتصاب الجنسي لجمعية " ENDO-UROLOGIE MAROC، احتدم النقاش بين المشاركين فيها، حول إدماج الثقافة الجنسية في منظومة التعليم، وإمكانية تحقيقها. وقالت خديجة مشيشي العلمي متخصصة في علم الجنس ومعالجة نفسية أن المغرب ليس مؤهلا بعد إلى إدماج الثقافة الجنسية في المناهج الدراسية، وفي تربية الفئة الناشئة على موضوع لازال يعد من أكبر الطابوهات، وأردفت قائلة " لازلنا بعيدين كل البعد عن إدراج الجنس بشكله القطعي في مقررات الأطفال، لأننا عاجزون حتى على تدريسه لطلبة الطب، حيث لا تزيد ساعات الدروس في الثقافة الجنسية عن ساعتين في السنة لكل طالب اللهم إن اتبع تخصص علم الجنس". وأرجعت العلمي سبب عدم إدراج الثقافة الجنسية في التعليم إلى معتقدات سائدة حول إمكانية الممارسة الغير نظامية للجنس في سن مبكرة عند الجنسيين معا، داعية إلى تشخيص الواقع أولا ثم تجميع جهود كافة المتدخلين في القطاع التربوي التعليمي، والقطاع الصحي العضوي و النفسي. ومن جهة أخرى، اعتبرت نادية مزيان طبيبة نسائية وأستاذة بكلية الطب أن التربية الجنسية من شأنها أن تخفض العديد من الممارسات السلبية كالحمل الغير مرغوب فيه ، و زنا المحارم، مضيفة أنه للحديث عن التربية الجنسية ودورها في تغيير بعض الظواهر السلبية في المجتمع، لابد من الحديث عن تربويين وأساتذة لهم علاقة مباشرة بالفئة العمرية المقصودة بهذا الموضوع، مشيرة إلى ضرورة التكوين والتكوين المستمر للأساتذة والمعلمين أولا خصوصا أساتذة العلوم الطبيعية والتربية الإسلامية. وعبر فيما سبق 77 في المائة من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و 20 سنة عن غياب التوعية الجنسية والإنجابية، في دراسة أنجزتها وزارة الشباب والرياضة المغربية بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان أعلن عنها في ماي الماضي. وكشف حوالي 92 في المائة من الشباب المستجوبين وعددهم 272، عن رغبتهم في إدماج مفهوم "الصحة الجنسية" في المقررات الدراسية للمؤسسات التعليمية، ودور الشباب والأندية النسوية. واستنادا إلى أرقام هذه الدراسة، فإن 82 في المائة من الشباب المستجوبين بما فيهم 69 في المائة من الإناث و39 في المائة من الذكور، عبّروا عن رغبتهم في التثقيف الجنسي عن طريق زيارات وخرجات وأفلام وثائقية، وندوات في المؤسسات التعليمية.