إنهم يسحبون البساط من تحت أقدامنا.. هذا ملخص مخاوف الإسبان من سيطرة المغرب على المضيق، فبصيغة يشوبها التوجس تدق إسبانيا ناقوس الخطر فيما يتعلق -بما وصفته- بالتقدم المهول لميتروبول-طنجة ومينائها المتوسطي، الذي يهدد مصالح مدريد في المضيق، حسب تحقيق نشرته، صباح أمس، صحيفة «الباييس» الإسبانية. أرقام وإحصائيات تنبئ بصعود القطب الطنجاوي وتقلق الجارة الشمالية، تضمنها تحقيق «الباييس»، إضافة إلى مؤشرات أخرى تناولها التحقيق المذكور؛ تتعلق بهجرة رؤوس الأموال والمستثمرين والعمال نحو المغرب، إذ أُعلن عن وجود أكثر من 900 شركة إسبانية تعمل في مختلف القطاعات الإنتاجية لفائدة الاقتصاد المغربي، وأن 250 شركة أخذت مواقعها -بشكل عملي- بمنطقة طنجة. وتضمن التحقيق، أيضا، أن القطاعات ذات الأولوية، التي يسحبها «ميتروبول-طنجة» من إسبانيا، هي الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والصناعات الزراعية والغذائية، ومعالجة المياه والسيارات والمعدات الصناعية..، وأن هناك ما يصل إلى 5000 عامل إسباني غير موثق يشتغلون بمدينة طنجة، مكذبا ما ورد في المصادر الرسمية، نقلا عن القنصلية الإسبانية، بأن هناك ما بين 1500 و2000 إسباني يوجدون في طنجة. ونشرت يومية «الباييس»، الواسعة الانتشار، تحقيقا حول مدينة طنجة، أحصت فيه أنفاس المدينة والميناء المتوسطي الجديد بشكل يوحي بإنذار الإدارة الاسبانية ومقارنة ما يحققه ميناء طنجة-المتوسطي بميناء الجزيرة الخضراء، الذي يعد الأول في المضيق إلى حدود اليوم. وأشارت «الباييس» -كتنبيه- إلى أن الهدف الكبير هو تحويل طنجة- المدينة التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب المليون نسمة، لتصبح الميناء الرئيسي للقارة ولحوض البحر الأبيض المتوسط . إن اسم «متروبوليس-طنجة»، المنتظر تحقيقه على مدى خمس سنوات (2013-2017)، يخيف إسبانيا. الصحيفة الإسبانية أكدت أن المدينة ستتمكن في القريب من الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من السلع التي تنتقل عبر البحر المتوسط، إلى جانب الملايين من الحاويات القادمة من القارات الخمس، منبهة إلى أن مائة ألف سفينة تمر كل عام، وأن 20٪ من الشحنات التي تتحرك عبر جميع أنحاء العالم تمر عبر مضيق جبل طارق. وإذا كان قصب السبق، حاليا، لميناء الجزيرة الخضراء، فإن طنجة ستصل إلى انتزاع هذه المرتبة بفضل الميناء الجديد وملحقه الذي ستنتهي أشغاله في عام 2015. ويحذر الإسبان مما سموه بالنمو السريع للميناء المتوسطي خلال السنوات الأخيرة، نظرا لقربه الكبير من سبتة، ولقدرته الاستيعابية الإجمالية التي تصل إلى ثمانية ملايين حاوية في السنة، وسبعة ملايين مسافر ومليون سيارة. وقد أصبح ميناء طنجة-المتوسطي يحتل صدارة الترتيب في إفريقيا إلى جانب ميناء «ديربان» بجنوب إفريقيا، وفقا لمنشورات قطاع الموانئ بالبحر الأبيض المتوسط ، في حين أنه على صعيد المتوسط تبقى الجزيرة الخضراء -إلى حدود الآن- أول ميناء بحوالي 4.5 مليون حاوية في عام 2013، بزيادة 6.6٪ عن العام السابق. التحقيق نبه كذلك إلى أن مارينا- طنجة ستستقبل في عام 2020 ما يناهز 750 ألف سائح، وبفضل 1610 مرافئ لليخوت ستكون واحدة من أكبر المرافئ الترفيهية في البحر الأبيض المتوسط خلال عام 2016، وبفضل محطات للعبارات التي تربط أوربا وإفريقيا، انطلاقا من طريفة، فإن طنجة ستحصل على مليون مسافر سنويا، بينما لا تحصل إسبانيا إلا على400 ألف. الإسبان أيضا ينبهون إلى أن متروبوليس- طنجة لن تكون مجرد بقعة سياحية أو نقطة للمرور. فالشركة العامة للمنطقة الحرة -طنجة، قد ضمت تكتلا لتقديم خمس صناعات على مساحة 1200 هكتار بإدارة موحدة، معفاة من الضرائب مع تدفق القوى العاملة، على الرغم من أن الأجور بالمغرب أقل 10 مرات من الحد الأدنى للأجور بأوربا، حيث تضم المنطقة 500 شركة مدعومة بعدة حوافز ضريبية. ومن المتوقع أن يخلق أكثر من 70 ألف وظيفة جديدة بحلول نهاية العام. ولم يفت التحقيق المنجز بعناية التنبيه إلى أن عددا من الشركات الصينية بدأت التوقيع مع ميناء طنجة، وقد جذبها إلى هذا الموقع التطورات الجديدة بالمنطقة، بشكل خاص، والقارة الإفريقية والكثير من الاتفاقيات المستقبلية بشكل عام.