تكاد قصص الشباب المغاربة العائدين من جبهة القتال في سوريا تتشابه. فمعظمهم لا تتعدى أعمارهم 30 سنة، وينحدرون من أسر محدود، ومستواهم التعليمي متواضع. منهم من كان حديث عهد بالالتزام دينيا قبل أن يسافر إلى سوريا، وعدد منهم سبق أن قضوا عقوبات في إطار قانون الإرهاب، ثم غادروا السجن ليواجهوا حياة لا ترحم، في ظل غياب تأهيل وإعادة إدماج وصعوبة الحصول على لقمة العيش ، فضلا عن استمرار المضايقات الأمنية، ليقرروا السفر إلى سوريا. قاسمهم المشترك هو الحماس من أجل الجهاد، وتأثرهم بأوضاع سوريا من خلال ما تبثه الفضائيات العربية من تحريض ضد النظام السوري، فضلا عما تتضمنه مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات للحاق بالجبهات، ومن صور لمعارك تمجد البطولة، وتروي قصص «أبطال شجعان»، دون أن ننسى التوجه العام في المغرب كما في دول عربية وغربية كثيرة، يشجب المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه. معظمهم سافر عبر شبكات تجنيد تعمل في مدن مغربية مختلفة، توفر لهم التمويل، وتضمن وصولهم إلى التراب السوري بسهولة عبر تركيا. وعند وصولهم، فإن معظم هؤلاء يتجهون إلى الانضمام لحركة شام الإسلام، التي أسسها المغربي إبراهيم بنشقرون، الذي قتل في أحد المعارك في أبريل الماضي، مع فترات قضاها بعضهم في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. في هذا الملف يروي ثلاثة مقاتلين مغاربة، من الشباب العائدين، قصصهم. صفوان شيكو، وياسين أمغان، وجواد العالوي. كل من صفوان وأمغان، صدر حكم ابتدائي ضدهما ب5 سنوات سجنا نافذا، ورغم اعتقالهما معا إلا أنهما سافرا، في فترات مختلفة، إلى الجبهة في سوريا نهاية سنة 2013، ورافقتهما زوجاتهما، أما العالوي، فقد ترك زوجته وابنتيه في حي بوقنادل وغادر للقتال. يروي صفوان، القصة الكاملة لسفره، اختار التوجه إلى الصين، ومنها إلى تركيا، ثم طلب من زوجته اللحاق به إلى تركيا، حيث استقبلها هناك ونقلها معه إلى داخل سوريا. يروي كيف شارك في عمليات تدريب شبه عسكرية، وظروف عيشه. ويحكي عن التطورات التي عرفتها الساحة في سوريا، أدت إلى اقتتال الجماعات الإسلامية فيما بينها، وقراره نقل زوجته إلى تركيا رفقة ياسين أمغان وزوجته، وكيف اعتقلتهما السلطات التركية وتوجههما إلى إندونيسيا التي سلمتهما للمغرب. وبدوره يروي أمغان، كيف أنه سافر إلى سوريا مباشرة بعد زواجه، وكيف تحول إلى مسؤول إعلامي في تنظيم شام الإسلام، يصور المعارك، ويضعها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتواصل مع الشباب المغاربة الراغبين في القدوم إلى سوريا. أما جواد العالوي، فيروي كيف كان مدمنا على تناول المخدرات، قبل أن يلتزم دينيا ويتزوج وينجب بنتين، قبل أن يقرر ترك الأسرة، والسفر للالتحاق بحركة شام الإسلام، وكيف قضى هناك حوالي شهرين، قبل أن يقرر العودة إلى المغرب، حيث تم اعتقاله بمطار محمد الخامس. المغرب يواجه العائدين بمنطق أمني، يقول المحامي خليل الإدريسي، المحامي بهيئة الرباط ودفاع عدد من العائدين، دون تمييز بين الداعشيين وغيرهم..، ودون اعتبار للظروف التي حملتهم على التوجه إلى سوريا، ودون تفكير في خطط لإعادة التأهيل والإدماج، يشاطره في ذلك حسن الكتاني، الشيخ السلفي، الذي يؤكد انتشار الفكر الداعشي وسط الشباب، لكنه يستبعد وجود خطر على المغرب، يشكله هؤلاء العائدون، وهو ما يتنافى مع صدور تقارير محلية ودولية تحذر من خطرهم. صفوان شيكو.. من جحيم سوريا إلى سجون المغرب نشأت في أسرة محافظة، لكنني لم أكن أواظب على أداء الصلاة. ولما تعرفت على بعض السلفيين، صرت أشارك في وقفات احتجاجية تنظمها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، بكل من الدارالبيضاء ومكناس، تعرفت خلالها على أشخاص مثل الحسين عبرات، وأسامة بوطاهر، كما خلقت علاقة مع معتقلين سابقين مثل: ياسين أمغان، والبشير مقتنع، والمهدي الملياني، ومحمد مازوز، وآخرين، وكلهم سافروا إلى سوريا، والتقيتهم هناك، قبل أن أعود إلى المغرب وتعتقلني السلطات المغربية، وتحكم عليّ ب5 سنوات نافذة. بدأت فكرة الجهاد تراودني، وأنا أتابع ما تبثه الفضائيات العربية من أخبار عن تقتيل الشعب السوري من طرف نظام الأسد، كما بدأت أُطالع أخبار سوريا عبر الإنترنت. وتدريجيا، بدأت أقتنع بالالتحاق بجبهة الجهاد في سوريا، وقد اقترحت لأول مرة على صديقي البشير مقنع، «أبو أسامة»، أن نسافر معا إلى سوريا، فأخبرني أنه على أهبة الاستعداد للسفر من أجل الجهاد، وسلمني رقمين هاتفيين لإبراهيم بنشقرون «أبو أحمد»، مؤسس حركة شام الإسلام. الطريق إلى الجهاد يبدأ من الصين وللوصول إلى سوريا، قررت السفر إلى الصين، حيث أوهمت عائلتي بأني أنوي السفر للصين لغرض التجارة، قصد جلب معدات إلكترونية وإكسسوارات الهواتف المحمولة، وقد اخترت هذا المسار لأني في طريق العودة سأمر عبر تركيا، ومنها سأدخل إلى سوريا لما وصلت إلى الصين، أقمت في مدينة GAOUANZO، في منزل أخواي عبد الله وعبد الغفور، واللذين التحقا أيضا عبر الصين بحركة شام الإسلامبسوريا. قضيت 10 أيام في الصين، ثم ركبت الطائرة المتوجهة صوب تركيا، ووصلت إلى مطار إسطنبول الدولي، ومنه انتقلت إلى مدينة أنطاكيا. لما وصلت، اتصلت بإبراهيم بنشقرون عبر الأرقام التي سلمني إياها البشير مقنع، «أبو أسامة»، حيث تمكنت من دخول التراب السوري، وتحديدا منطقة مخفر عطرة باللاذقية، وهي عبارة عن مقر للشرطة تابع للنظام السوري، وفيه مكثت أسبوعين دون أن أقوم بأي نشاط، لأني كنت أعاني من إصابة في رجلي، هذا في الوقت الذي كان بقية المتطوعين في المخفر يقومون بتداريب شبه عسكرية، وأخرى تتعلق بالقدرة على التحمل. الكتيبة التي التحقت بها كان يقودها إبراهيم بنشقرون، ويساعده في ذلك محمد السلمياني العلمي، «أبو حمزة»، وكانت تعمل تحت لواء «جبهة النصرة»، التي كان يقودها أبو أيمن العراقي، أمير منطقة اللاذقية، التابعة لأبو محمد الفاتح الجولاني، الأمير العام ل«جبهة النصرة». بعد مرور حوالي أسبوعين بهذا المخفر، ارتأيت الانضمام لتنظيم الدولة الإسلاميةبالعراق والشام، رفقة 14 مغربيا هم: البشير المقنع،»أبو أسامة»، وعز الدين غزلان، «أبو هاجر»، وزكرياء غزلان «أبو الزهراء»، وعبد الكريم الحليوي، وعبد الله الحليوي، ومصطفى الساخي، ومحمد لكليل، وسمير الزنيتي، وعبد الله البوصادي، والمهدي الصقلي، وأحمد الشعرة (أبو ياسين)، ومحمد مهرير، وإبراهيم مهرير. وبالمقابل، افترق عن المجموعة كل من إبراهيم بنشقرون، محمد السليماني العلمي، محمد أسكيو، حيث اختاروا الانضمام إلى «لواء المهاجرين»، وهي جماعة مسلحة تضم مجموعة من الليبيين. هكذا انتقلت إلى أحد معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في منطقة «خان الجوز»، لكن بعد شهرين، قررت الانفصال من جديد عن الدولة الإسلامية والعودة إلى جماعة إبراهيم بنشقرون، والتي كانت تضم 12 شخصا معظمهم مغاربة، ومن بينهم تونسي، وشخص من طاجيكستان. بقيت في معسكر كبير في ريف اللاذقية بجبل التركمان، لمدة 15 يوما، دون أن أخضع لأي تدريب على الأسلحة، في حين تم الاقتصار فقط، على بعض التمارين الرياضية غير الملزمة. في أحد الأيام زارنا شخص كويتي، يُعرف باسم «ناصر بنايف الهاجري»، الملقب ب«أبي حمزة الكويتي»، والتقى إبراهيم بنشقرون، حيث اتفقا على وضع أسس ل«حركة شام الإسلام»، وصياغة ميثاقها، إذ تولى ناصر الهاجري تمويلها، فيما تم اختيار إبراهيم بنشقرون أميرا للحركة، ومحمد أسكيو، نائبا له. المغرب هدف مقبل في يونيو 2013 تعرضت لحادثة سير في المعسكر، أصبت خلالها في عيني، ما اضطرني إلى التوجه إلى مدينة إدلب قصد العلاج، ولكن نظرا إلى سوء حالتي التي كانت تستدعي عملية جراحية، قصدت تركيا، بعدما أمدني إبراهيم بنشقرون ب500 أورو كمساعدة. وفعلا خضعت لعملية جراحية ناجحة في العين، في أحد مستشفيات إسطنبول، ثم عدت إلى المعسكر الكبير في سوريا. تزامنت عودتي مع زيارة قام بها المغربي خالد التجري الذي كان يقود سيارة رباعية الدفع حاملا مدفعا رشاشا، حيث تحلق حوله عدد من المتطوعين المغاربة، فألقى فيهم خطبة حول العقيدة والإيمان بالجهاد في سوريا، كما تطرق للوضع في المغرب، ودعانا إلى وضعه ضمن مخططاتنا لتحريره، حسب قوله، مقترحا إمكانية العودة عبر ليبيا، ثم اجتياز الحدود مع الجزائر والعودة إلى التراب المغربي سرا. لم تكن هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن فكرة نقل الجهاد إلى المغرب، بل إن إبراهيم بنشقرون، أمير شام الإسلام، سبق أن تلقى اقتراحا من عبد الباسط الليبي، أمير لواء المهاجرين، مسلما إياه مجموعة من جوازات السفر ليبية الأصل، مملوءة البيانات دون صور فوتوغرافية، على أن يتم الاكتفاء بوضع الصور عليها واستعمالها لدخول ليبيا. لكني لا أعرف ما إذا تم تنفيذ هذه الخطة أم لا؟ في يوليوز 2013 سعيت إلى إقناع زوجتي للحاق بي بسوريا، وفعلا وصلت إلى مطار «صبيحة» بإسطنبول، فكنت هناك في انتظارها، إذ عملت على نقلها إلى المعسكر الكبير بسوريا، ومن تم إلى منطقة «بيت أبلق»، التي خُصصت للمتطوعين المتزوجين. طرق التمويل خلال إقامتي عرفت طرق تمويل حركة شام الإسلام، سواء فيما يخص المال أو السلاح، مثلا في غضون سنة 2013 تلقينا زيارة من شخص يُسمى كريم أوطاح، «سالم المغربي»، وكان رفقته ثلاثة أشخاص، منهم: ابن أحد أطر تنظيم القاعدة، مصطفى كامل مصطفى، الملقب ب«أبي حمزة المصري». عقد هذا الوفد لقاء مع إبراهيم بنشقرون، وبعد ذلك تسلمت معدات عبارة عن ثلاثة منظارات عسكرية، وخمس نظارات عسكرية واقية من العواصف الرملية، وثلاثة أجهزة اتصال محمولة، إضافة إلى ملابس واقية من الماء. وبعد انتهاء الاجتماع، رافقت بنشقرون وضيوفه الثلاثة، في زيارة للمعسكر، حيث زرنا رهينة شيعي يسمى «بدر غزال وهيب»، وهو أحد شيوخ الشيعة الذي سبق له إصدار فتوى تبيح قتل مهاجري السنة الموجودين في منطقة بنياس، وقد تم اعتقاله من طرف «جبهة النصرة». وفي شهر شتنبر 2013 تكلف شخص كويتي يُدعى العجمي الحجاج، بتوفير 500 ألف أورو، لتمويل الحركات الجهادية بسوريا مطالبا التنظيمات الخمسة الأكثر تمثيلا بسوريا، وهي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وصقور العز، وجبهة النصرة، وتنظيم أحرار الشام، وحركة شام الإسلام، بإرسال مبعوثين عنها لمنطقة «الريحانلي» على الحدود السورية قرب منطقة إدلب، حينها أرسل رضوان بنشقرون المسؤول المالي في حركة شام الإسلام، وهو «سعيد باها»، الذي جلب معه مبلغ 100 ألف أورو، شخصا كويتيا، يسمى أبو بلال، كان كلما زار إبراهيم بنشقرون إلا وسلمه مبالغ تتراوح ما بين 40 ألفا و50 ألف أورو. وخلال هذه الفترة، تولى سعيد باها، اقتناء أسلحة لمجموعة من المقاتلين المغاربة، الحديثي العهد بالمعسكر، وهي عبارة عن 7 قطع رشاش كلاشينكوف، اشتراها من تجار سلاح سوريين. وللاستفادة من تداريب مجموعات جهادية أخرى، كانت لإبراهيم بنشقرون علاقة بتركي سبق له المشاركة في الجهاد بأفغانستان والشيشان، حيث عمل على إنشاء معسكر للتدريب أطلق عليه اسم «الفاروق»، وفيه استفاد عدة مغاربة من تداريب عسكرية متطورة، مثل ياسين أمغان، ومحمد مازوز، وعبد الحق محيندات، ونجيب الحسيني، ومحمد مرمر، وحمزة الدرباني. ونظرا لإصابتي في العين اليمنى، فقد تم تكليفي من طرف أبو صفية المصري بالقيام بمهمة توزيع المساعدات الإنسانية العينية على القرى المجاورة للاذقية، وهي المساعدات التي كنا نتوصل بها من طرف عبد الجبار، وهو أحد المغاربة القاطنين ببلجيكا، الذي كان مكلفا بأحد المخيمات الخاصة باللاجئين بمنطقة «باب الهوى»، الموجودة بحلب. وكانت عملية توزيع المساعدات تتم تحت تغطية إعلامية، إذ كان الهدف منها كسب الدعم الشعبي. أوضاع صعبة لكن مع اشتداد الخلاف بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومقاتلي الجيش الحر ودخولهما في صراعات دموية، أصبح المقاتلون المهاجرون من دول أخرى يتعرضون للتنكيل والمضايقات. ونظرا لهذا الوضع الصعب، قررت إرسال زوجتي إلى المغرب، حيث أخبرت صديقي ياسين أمغان، المكلف بالإعلام في التنظيم الذي قرر بدوره إخراج زوجته من سوريا، لأنها كانت حامل. توجهنا معا إلى أحد مضايف حركة شام الإسلام في أنطاكيا بتركيا، والتي كان يسيرها شخص يسمى محمد موجريد، «أبو جابر». وفي اليوم الموالي، توجهنا نحو مدينة «كليس»، ومنها إلى مدينة «غازي عنتاب» المتاخمة للحدود التركية السورية، حيث قضينا ثلاث ليالي في فندق YOUNES، في انتظار توصلي بجواز سفري الذي ضاع مني بمقر إقامتي في «بيت أبلق»، إذ كلفت البشير مقنع بالبحث عنه وإرساله لي عن طريق «أبو جابر». لكن خلال إقامتنا بالفندق، تمت مداهمة الغرفة من طرف عناصر الأمن التركي، حيث تم تخييرنا بين الترحيل نحو المغرب أو دولة أخرى. اخترنا السفر إلى ماليزيا، لكن ما إن وصلنا حتى أن أوقفنا الأمن الماليزي وأعادنا صوب المغرب، حيث اعتقلتنا السلطات المغربية. ياسين أمغان.. «كاميرامان» الجهاديين اسمي ياسين أمغان، من مواليد 1984 بالدارالبيضاء، متزوج بدون أبناء، انحدر من حي البرنوصي بالدار اليبضاء، وأنا معتقل حاليا، إذ حكم عليّ ب5 سنوات سجنا نافذا في أبريل 2014، بعدما أدنت بتهمة تكوين عصابة إجرامية طبقا لقانون الإرهاب، وذلك بعدما تم توقيفي في مطار محمد الخامس، عند عودتي من القتال في سوريا.. وهذه قصتي بالكامل. لم أفكر يوما في الالتحاق بسوريا، خاصة أني قبل مغادرة المغرب، كنت حديث عهد بالزواج، وكنت أفكر في اكتراء بيت وتجهيزه والاستقرار به، بعد تجربة سابقة في الاعتقال،إذ سبق لي أن اعتقلت في إطار قانون الإرهاب سنة 2006، وقضيت 5 سنوات في السجن، لكن ما نغص علي حياتي الجديدة، هو مشاهدتي لشريط مصور على موقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»، يصور معركة جرت في سوريا، تسمى «معركة بارودة» التي دارت رحاها خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان قبل الماضي. لقد شاهدت مشاركة مجموعة من الشباب الذين أعرفهم، منهم إبراهيم بنشقرون، وبوشتى المعطاوي، وأحمد السبيع، ونور الدين الأسمري، ورثاء محمد السليماني العلمي، الذي توفي أثناء المعركة، وعرف باسم «أبي حمزة». مستوى دراسي متواضع بخصوص مستواي الدراسي، فقد انقطعت عن الدراسة في مستوى الباكلوريا، وولجت معهدا للتكوين متخصص في إصلاح آلات الخياطة، حيث حصلت على دبلوم، لكن لم أشتغل به. من تم توجهت للعمل مع أحد أفراد عائلتي في «محلبة». أثناء اعتقالي، انتهزت الفرصة في السجن لمواصلة دراستي، وحصلت على المستوى الثاني جامعي في القانون الخاص. وبعد الإفراج عني سنة 2011، اشتغلت بائعا جائلا للمواد الغذائية، وفي سنة 2013 تزوجت. مباشرة بعد الزواج، قررت الالتحاق بحركة شام الإسلام، بعدما تأثرت بمعركة بارودة، مقنعا زوجتي بمرافقتي، حيث وظفت مبلغا من المال كنت أدخره لكراء شقة وتجهيزها استعدادا للسفر، إذ استخرجت جواز سفر لي ولزوجتي. في شهر شتنبر 2013 بدأت أستعد للسفر، فعلمت أن صديقي محمد مازوز يستعد هو أيضا للسفر إلى سوريا، ورغم أننا لم نستقل الرحلة نفسها، إلا أننا وصلنا إلى الأراضي التركية في اليوم نفسه، أي في 20 شتنبر 2013، وكانت معي زوجتي وشاب صديق هو رضوان الجميلي، لكني فوجئت بمازوز جلب معه 15 شابا مغربيا تعرفت على البعض منهم مثل حمزة خلوفي، وحمادي أمزيان، وأمين لعرج. تولى مازوز، اقتناء تذكرة الطائرة لي ولزوجتي ورضوان صوب أنطاكيا، قرب الحدود السورية، فيما تولى بقية الشباب أداء ثمن تذكرتهم. في أنطاكيا، اتصل مازوز بشخص ُيدعى «أبو الزين»، فاستقبلتنا حافلة صغيرة نقلتنا إلى سوريا، حيث استقبلنا أبو الزين الذي سلمنا مبلغ 50 أورو لكل فرد. كما كنت أتوصل بمؤونة كل أسبوعين خصصت للمتزوجين، وكذا مبلغ 100 دولار من المسؤول المالي سعيد باها. عبور الحدود نجحنا في عبور الحدود التركية السورية، واستوطنت في منطقة بيت أبلق، وبدأت أتردد على المعسكر الجديد، في منطقة خان جوز، بريف اللاذقية، لكن لم أكن أشارك في التداريب العسكرية. وبقيت على هذا الحال لمدة قاربت الشهر ونصف، قبل أن يتم استدعائي من طرف «ياسين الودماني»، الملقب ب«أبي الليث»، بصفته عضو اللجنة الأمنية، الذي أخبرني بضرورة الالتحاق بالمعسكر الجديد، وتسلم جواز سفر. في المعسكر بدأت أشارك في أعمال صيانته، وتشييد مسجد به، وخضعت لتدريب نظري حول تركيب وتفكيك الأسلحة النارية الخفيفة، وذلك لمدة 10 أيام، قبل أن يتم اختياري من طرف مجموعة من المتطوعين المغاربة للخضوع للتداريب المتميزة في معسكر الفاروق، حيث قضيت حوالي أسبوعين أتدرب على أسلحة الكلاشينكوف، BKC، وRPJ.. تصوير الغارات وبعد انتهاء التداريب، عدت إلى منطقة بيت أبلق، حيث كلفت من طرف «المهدي الملياني، بالعمل إلى جانب كل من زكرياء غزلان، ومنير أعراب، بالمركز الإعلامي، للحركة في منطقة كنسبة، بجبال الأكراد، وبريف اللاذقية، وكانت مهمتنا هي تصوير غارات النظام السوري، على ريف اللاذقية، وإرسالها للجنة الإعلامية في مدينة حلب، والتي تعمل على توضيب ما تم تصويره، ونشره على الفايسبوك وتويتر. وقد وُفِّرت لنا تجهيزات عبارة عن حاسوبين محمولين، وثلاث كاميرات رقمية، إضافة إلى كاميرا مثبتة على سيارة، وطابعة، وجهاز استقبال wifi. كانت مهمتنا تصوير خسائر الجيش السوري في معاركه مع شام الإسلام. كما سبق أن صورنا شريطا عن ظروف التحاق المتطوعين المغاربة بحركة شام الإسلام، لكن هذا العمل لم ينشر نظرا للظروف التي آل إليها الوضع بسوريا. لم يكن نشاطنا الإعلامي يتم فقط، من أجل نشر صور القصف أو العمليات الحربية ، بل كنت أستعمل أيضا الفايسبوك قصد التنسيق مع القادمين الجدد من المغرب، وتسهيل دخولهم لسوريا، أو التواصل مع الجهاديين. فمرة اتصلت بيوسف المخلوفي الذي أخبرني أنه كلف أحد الجهاديين، واسمه رشيد مسموح، ويلقب ب«أبي طلال»، بهدف إيصال مساعدات مالية قيمتها 2500 أورو، وأوصاني باستضافة رشيد بمضافة حركة شام الإسلام، بغية مساعدته على اقتناء سلاح من نوع «كلاشينكوف» مقابل مبلغ 850 أورو. ونظرا للصراع الذي برز بين تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم جماعة النصرة، والجيش السوري الحر، فقد قررت رفقة صفوان شيكو، أخذ أزواجنا خارج سوريا، ونجحنا في العبور إلى الأراضي التركية، وأقمنا في فندق، قبل أن توقفنا عناصر الأمن التركي، التي سألتنا عن الجهة التي كنا نقاتل إلى جانبها في سوريا، فأجبنا بأننا كنا نقاتل إلى جانب الجيش السوري الحر، مخافة اعتقالنا، فاقترحوا علينا ترحلينا صوب المغرب، إلا أننا طلبنا السفر نحو دولة ماليزيا، لأنها لا تفرض تأشيرة للدخول إلى أراضيها، لكن السلطات الماليزية قررت ترحيلنا إلى المغرب، حيث اعتقلنا. جواد العالوي.. من الإدمان إلى الجهاد في الشام اسمي جواد العالوي، ولقبي الذي اخترته عندما التحقت بمعسكرات حركة شام الإسلام في سوريا هو «أبو مريم». كنت شخصا مدمنا على تعاطي المخدرات، قبل أن تعرف حياتي تحولا جذريا، وألتزم دينيا، وتسيطر عليّ فكرة الجهاد بسوريا. فجأة وجدت نفسي في اللاذقية، حيث قضيت شهرين، خضعت خلالها تداريب شبه عسكرية، قبل أن أختلق مبررا للهروب من المعسكر والعودة إلى تركيا ومنها صوب المغرب، حيث تم اعتقالي. ولدت سنة 1985 وسط أسرة متواضعة، في منطقة بوقنادل، نواحي سلا، تتكون من أب متقاعد، وأم ربة بيت، وخمسة إخوة. نشأت وترعرعت في بوقنادل، لكني لم أتمكن من إتمام دراستي، حيث انقطعت في مستوى الثانية ثانوي. حاليا أنا معتقل بتهمة الإرهاب بعدما عدت طواعية من سوريا، حيث تم توقيفي في مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء في يناير 2014. أنا الآن في السجن أنتظر محاكمتي، وهذه هي قصتي الكاملة: من المخدرات إلى القنوات الفضائية كانت حياتي في بوقنادل عادية، حيث درست الابتدائي، ثم انتقلت للدراسة في الإعدادي في مدينة سلا، لكن سرعان ما انقطعت عن الدراسة عندما وصلت إلى الثانوي. بعدها تابعت دراستي في معهد خاص للفنون والمهن، حيث حصلت على شهادة تأهيلية في ميدان إصلاح آلات الخياطة، واستفدت من دورة تدريبية في إحدى شركات الخياطة بسلا استمرت ل8 أشهر. بالموازاة مع ذلك تعلمت حرفة الصباغة التي زاولتها لمدة سنتين ونصف، قبل أن أنتقل صوب مدينة طنجة، حيث علمت بشركة متخصصة في الأسلاك الكهربائية للسيارات. مكثت بمدينة البوغاز لمدة سنة. بعدها عدت إلى سلا للعمل من جديد في الصباغة. وبحكم أني شعرت أني أتوفر على دخل قار، فكرت في الزواج، وهكذا عقدت قراني مع سيدة سنة 2010، رزقت منها بطفلتين، عمرهما على التوالي سنتين وأربعة أشهر وسنة وثلاثة أشهر. تزامن زواجي مع فترة تحول عرفتها حياتي، حيث التزمت دينيا، بعدما كنت مدمنا على المخدرات مثل مخدر الشيرا والأقراص المهلوسة. هكذا أصبحت أواظب على الصلوات الخمس بأحد مساجد بوقنادل، كما سعيت إلى تنمية معارفي الدينية عبر القنوات الفضائية، وخاصة متابعة دروس كل من الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب. قبل أن تراودني فكرة السفر نحو سوريا، لم يسبق لي أن انتميت إلى أي حزب سياسي أو نقابة أو جمعية، ولم يسبق أن دخلت السجن، لكن مع التزامي الديني، اقتنعت بأفكار السلفية الجهادية، وساهم اطلاعي على مواقع على الإنترنت في تعرفي على عدد من المواضيع الجهادية، كما كنت أطلع على العمليات الاستشهادية المصورة التي كان يقوم بها الجهاديون في مناطق توتر مختلفة. نقط الاتصال الأولى خلال سنة 2010، تعرفت بأحد أوراش الصباغة على شخص يسمى عبد الحميد طهيري، الذي كان يعمل أيضا في مجال الصباغة. توطدت علاقتنا، وكنا بين الفينة والأخرى نتدارس مواضيع دينية مختلفة. ومرة زارني رفقة زوجته بمنزل العائلة ببوقنادل، وطرح عليّ لأول مرة فكرة السفر للجهاد بسوريا. لم أتحمس للأمر في الوهلة الأولى، لكن مع توالي اللقاءات بيننا بدأت تتكون لدي قناعة، خاصة بعدما شرح لي وبشكل مستفيض أن هناك حربا طائفية ضد الإسلام في سوريا وأن المسلمين يعانون من أبشع مظاهرة التقتيل والإبادة. حينها تولدت لدي رغبة جامحة في السفر للجهاد، لكني في المقابل أخبرت صديقي طهيري، بأني لا أتوفرعلى المال الكافي للسفر. عندها أطلعني بأنه على اتصال مع أحد الأشخاص المتطوعين للجهاد في سوريا، والذي يمكنه مساعدتنا ماديا في تغطية تكاليف السفر صوب سوريا، ويتعلق الأمر بأحد أبناء الحي رشيد زويبي، والذي كان على اتصال بأشخاص سيعملون على مساعدتنا في التسلل إلى داخل الأراضي السورية. وبعد مرور أيام أخبرني طهيري، بأن هناك ثلاثة متطوعين آخرين للجهاد في سوريا وهم: محمد بوكير، ومحمد أبو العباس، وعصام الغريفي. هكذا تقرر أن نسافر مجموعة إلى تركيا ومنها نحو سوريا. وفي أوائل شهر يناير 2014، كان لي موعد مع طهيري، وعن طريقه تعرفت على كل من رشيد زويبي ، ومحمد بوكير، ومحمد أبو العباس. خلال هذا اللقاء طلب منا رشيد زويبي، أن نمده بجوازات سفرنا كي يتكفل بحجز تذاكر السفر بالطائرة صوب تركيا. أما محمد بوكير، وعصام الغريفي، فقد تكفلا كل على حدة بمصاريف سفرهما. وبعد أسبوع سلمنا زويبي تذاكر السفر، الأولى باسمي، والثانية باسم طهيري، والثالثة باسم محمد أبو العباس، و أخبرنا أنه سيتوجه نحو الممكلة العربية السعودية يوم 17 يناير 2014، من أجل أداء مناسك العمرة، وأنه سيربط بنا الاتصال عند وصولنا إلى تركيا في 26 يناير 2014. عندما حل تاريخ سفرنا في 26 يناير، توجهت رفقة طهيري وأبو العباس، والغريفي وبوكير إلى مطار محمد الخامس الدولي عبر القطار، ومنه ركبنا الطائرة المتوجهة صوب مطار صبيحة بإسطنبول دون أن تعترضنا أية مشكلات. مباشرة بعد وصولنا، اقتنى بوكير شريحة هاتفية من شركة اتصالات تركية، ثم ربط الاتصال برشيد الزويبي الذي أخبره بأنه نزل بمطار أتاتورك بإسطنبول قادما من السعودية. ثم عاد ليتصل بنا بمطار «صبيحة»، حيث التحق بنا وحجز لنا تذاكر سفر بالطائرة من إسطنبول نحو مدينة أنطاكيا التركية. وعندما وصلنا إليها وجدنا شخصا ينتظرنا، اسمه «أبو الزين»، وهو الذي تولى مساعدتنا على التسلل إلى سوريا من خلال توفير سيارتين أقلتانا إلى منطقة اللاذقية. منذ انطلاقنا يتبين أن منظمي سفرنا تولوا كل التفاصيل، حيث كنا كلما وصلنا إلى منطقة إلا ووجدنا الأمور ميسرة. وهكذا وصلنا إلى منطقة اللاذقية التي توجد تحت سيطرة حركة شام الإسلام، حيث استقبلنا في مضافة من طرف متطوع مغربي يُسمى عبد الحميد شريعة الريسولي، الملقب ب«أبي الفاتح». هذا الأخير طلب منا أن نسلمه جوازات سفرنا، وهو ما قمنا به، ثم طلب منا أن يختار كل منا لقبا خاصا به. وهكذا اخترت اسم «أبو مريم»، في حين اختار الإخوة الآخرون ألقابا أخرى، هي «أبو جهاد»، «أبو حيدرة»، و«أبو أيوب»، وأبو العباس»، و«أبو الدحداح». وفي هذه المضافة التقينا بمجموعة من المغاربة المتطوعين للجهاد، هم أنس رحمون، وزهير الزراد، الملقب بسيف الله، ومحمد أولالي، الملقب ب«أبي فارس»، وعمر مكون الملقب ب«أبي نصير»، وفيصل البركة. وفي صبيحة اليوم نفسه الذي وصلنا فيه، زارنا إبراهيم بنشقرون، الذي قام بمحاولة صلح بين مقاتلي دولة الإسلام في العراق والشام، ومقاتلي الجيش الحر، لكن دون جدوى. كان هناك مغاربة آخرون تعرفنا عليهم فور وصولنا، ومنهم أنور الزهري، الملقب ب«الشبل»، وهو خال عصام الغريفي، حيث عرض عليه مرافقته للإقامة معه بمنزله الكائن بمنطقة «كنسبة»، غير أن عصام رفض لأن خاله يقيم في البيت رفقة زوجته، ولا يريد إحراجه، هذا فضلا عن أن قائد الكتيبة لم يسمح له بالمغادرة. أيضا تلقى محمد أبو العباس زيارة أبناء حيه وهم مروان العباسي، ومعاد زين الكوينة، اللذان ينشطان تحت لواء جبهة النصرة بمنطقة اللاذقية، وقد كانا يحملان سلاحي كلاشينكوف. بعد مرور عشرة أيام على وصولنا إلى المضافة في اللاذقية، تلقينا تعليمات من يوسف الملاوي، الملقب ب«أبي البراء»، بصفته مسؤولا أمنيا داخل صفوف كتيبة «شام الإسلام»، حيث أمر كل المتطوعين الجدد بالاستعداد للتوجه نحو المعسكر التدريبي الكائن بمنطقة «الضيعة»، وقام بنقلنا جميعا على متن سيارته إلى هناك رفقة المتطوعين التالية أسماؤهم: «عبد الحميد طهيري «أبو جهاد»، ومحمد البوكير «أبو حيدرة»، رشيد الزويبي «أبو أيوب»، ومحمد أبو العباس «أبو العباس»، وعصام الغريفي «أبو الدحداح»، ومحسن بوربات الملقب ب«أبي حسام التازي»، ورضوان الغلام، الملقب ب «أبي سفيان». كان يشرف على المعسكر التدريبي شخص يسمى محمد أسكيو، الملقب ب«أبي محمد»، وكان يساعده كل من «عبد الهادي مديدش» الملقب ب«أبي علي»، وعبد العزيز الوافي الملقب ب«أبي معاذ»، وبدر الشداوي، الملقب ب«أبي أسية»، وشخص يسمى حفيظ الركيبي. بقيت في هذا المعسكر مدة تزيد عن أسبوع دون أن نخضع لأي تداريب بسبب قلة عددنا، حيث قال لنا محمد أسكيو، إنه علينا التريث إلى حين قدوم أعداد أخرى من المتطوعين للشروع في التداريب. ومع توالي الأيام، بدأت تتوافد على المعسكر أعداد أخرى من المتطوعين أذكر من بيهم: زكرياء بنعريف، الملقب ب«هازم»، وشقيقه الأصغر الملقب ب«أبي سلامة». كما كان هناك متطوع فرنسي يلقب ب«أبي الزبير»، والذي كان على اتصال قبل وصوله إلى سوريا بفرنسي مسلم آخر يُدعى KEVIN CHASSIN، الملقب ب«أبي مريم». إضافة إلى متطوعين من ماليزيا، وهما: «أبو جرير»، و«أبو حفص». التدريب على التحمل وعلى سلاح الكلاشينكوف ومع تزايد أعداد المتطوعين القادمين إلى المعسكر، قرر المسؤولون الشروع في التداريب التي كانت تتركز حول تقنيات التحمل الجسدي، وكان يشرف عليها شخص يلقب ب«أبي إسماعيل»، وشملت التداريب تقنيات تفكيك وتركيب سلاح الكلاشينكوف. وكانت تتم تحت إشراف محمد المهدي الملقب ب«أبي الرميساء». خلال إحدى محطات التداريب زارنا بالمعسكر المغربي إبراهيم بنشقرون الذي عقد اجتماعا مع المشرفين على التداريب. وبعد مرور حوالي أسبوعين، قام المصري الملقب ب«أبي صفية المصري بنقل المتطوعين محمد أبو العباس، وعصام الغفيري، ومحسن بوربات، إلى منطقة «غمام»، فيما تم نقل رشيد الزويبي إلى منطقة الجب الأحمر، حيث التحق بحسن بيي، للانضمام إلى صفوف المجاهدين المتمركزين برباط المواجهة بالمنطقة، أما رضوان الغلام، (أبو سلامة) وعبد العالي الهواري، فقد تم نقلهما إلى معسكر «الفاروق» للخضوع لدورة بالمعسكر الثقيل الذي يركز على تقنيات وأساليب التعامل مع الأسلحة الثقيلة. الفرار من سوريا وفي أوائل شهر مارس الماضي، تم نقلي إلى منطقة «كنسبة» رفقة محسن بوربات بعد عودته من منطقة «غمام»، مكثنا فيها بضعة أيام لم نقم خلالها بأي تداريب أو أي أنشطة تكوينية، مما جعلني أفكر في العودة إلى المغرب، حيث لجأت إلى حيلة للحصول على جواز سفري، حيث طلبت من المسؤول الإداري، عن كتيبة شام الإسلام، الملقب ب«أبي عمران» أن يسلمني جواز سفري بدعوى أنني سأسافر إلى تركيا للقاء شقيقي فؤاد، الذي سيساعدني في إنجاز أوراق الإقامة في تركيا حتى يتسنى لزوجتي وأفراد عائلتي زيارتي. وبمجرد حصولي على الجواز، اتصلت بأحد المهربين السوريين المسمى «حميد»، الذي حملني في سيارة رباعية الدفع، ونقلني خارج التراب السوري، ومنه تدبرت أمري إلى أن وصلت إلى مطار «صبيحة» بإسطنبول. وهناك حجزت لي زوجتي تذكرة العودة بالطائرة إلى المغرب، حيث وصلت إلى مطار محمد الخامس في 18 مارس 2014. وبمجرد نزولي، اعتقلتني السلطات الأمنية، وأخضعتني للحراسة النظرية التي تم تمديدها ل96 ساعة، بعد ذلك قدمت أمام أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط في 26 مارس، حيث تمت متابعتي بتهمة «تكوين عصابة إجرامية، لأجل الاعداد لارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، كما تمت متابعتي بتهمة الانتماء إلى جماعة دينية محظورة».