أنهت الممثلة والمخرجة المغربية، سناء عكرود، تصوير فيلمها السينمائي الأول «خنيفيسة الرماد»، من إنتاج زوجها الممثل محمد مروازي، وتضع عليه حاليا اللمسات الأخيرة ضمن مرحلة الميكساج، في أفق عرضه أمام الجمهور نهاية شهر أكتوبر المقبل، حسب ما صرحت به عكرود ل« اليوم24». «خنيفيسة الرماد»، الذي كتبت له عكرود السيناريو، هو فيلم من التراث المغربي، تجسد فيه دور البطولة، إلى جانب نخبة من الممثلين المغاربة الشباب والمقتدرين، إذ يلعب الممثل أمين الناجي دور السلطان «مولاي الغالي»، فيما يؤدي شخصية والد «خنيفيسة الرماد»، الفنان القدير مصطفى خليلي، وهو عضو معروف في فرقة الطيب الصديقي يقيم في الصويرة، ويشتغل في مجالي العزف وغناء الملحون، والذي قدم دورا سيبهر الجمهور، حسب ما ذكرته مخرجة العمل ل« اليوم24»، بالإضافة إلى الممثلين سعيد آيت باجا ويوسف أزلال، والممثلة حسناء الطنطاوي التي لعبت دور أم مولاي الغالي، وآخرين. وقد لعبت سناء عكرود دور «نجمة» «ابنة المؤذن»، أو «خنيفيسة الرماد»، واقترن بها هذا اللقب لظهورها متسخة الملابس، مطلية بالرماد خلال أول حضور لها إلى قصر السلطان. الفيلم، الذي لم يدعم من أي جهة، حسب ما صرحت به سناء عكرود ل« اليوم24»، جاء تحت طلب جمهورها «لأن كثيرا من الناس الذين كنت ألتقيهم، سواء في الشارع أو في عدد من الملتقيات، كانوا يلحون علي لإخراج فيلم سينمائي تراثي، وبعد تفكير طويل كتبته نزولا عند الطلب، وحاولت أن يكون مغربيا مائة في المائة على مستوى الأزياء والديكور واللهجة»، تقول عكرود قبل أن تضيف أن هذا العمل جاء، أيضا، تحديا ورغبة في ترك بصمة خاصة، «لأني اشتهرت بأداء أدوار تراثية للتلفزيون، فأردت ترك بصمة خاصة بتأديتها كذلك في السينما، قبل أن أعود مرة أخرى لتقديم أدوار عصرية مختلفة». وقد تم تصوير فيلم «خنيفيسة الرماد»، الذي استغرق شهرا وأسبوعا كاملا ما بين كل من سلا والرباط، في حصون مدينة سلا، وفي عدد من «الرياضات» الخاصة بأثاثها العريق، وأضيفت إليها العديد من الإكسسوارات المغربية العريقة، وأزياء قديمة من متحف بلغازي، كلفت ميزانية بعضها 10 ملايين سنتيم، خاصة الملابس التي ارتدتها بطلة الفيلم سناء عكرود، والشخصية التي جسدت دور والدتها. وحول اختيارها التصوير بين سلا والرباط بدل تارودانت مدينتها الأصلية، صرحت سناء عكرود بأنها تحتفظ بمدينة تارودانت لأجل أعمال أخرى أنهت كتابتها. ويروي الفيلم السينمائي الجديد حكاية السلطان «مولاي الغالي» الذي يعيش تحت ضغط والدته التي تفرض عليه الزواج، وتعرض عليه عددا من فتيات مملكة «وردة القصور»، وتشاء الصدف أن يلتقي «نجمة»، ابنة المؤذن، في ظروف سيئة، وتؤدي دورها سناء عكرود، ويدخلان في مشادة كلامية دون أن تدري نجمة أنه السلطان، وتختفي بعد أن تسرق منه في الأخير حصانه، وتترك بدله حمارا بغرض رد إهانته لها، فيشن حربا ضدها. وفي خضم هذه الحرب، بين المرأة والرجل، وبين ملك وشخصية ممثلة للشعب، تنشأ علاقة حب. عن هذه الشخصية ومدى تشابهها مع شخصية «عيشة الدويبة»، تقول عكرود «إن شخصية «نجمة»، والملقبة بخنيفيسة الرما، تبرز جانب التحايل في المرأة بشكل ناضج بخلاف شخصية عيشة الدويبة، التي لا تخلو أساليبها من حس طفولي، وعبرها نمرر رسائل مفادها أن الرجل، مهما كانت مكانته في المجتمع، عليه احترام المرأة، وعدم اعتبارها بضاعة، بالإضافة إلى رسائل أخرى بينها الموقف من عمل المرأة، وذلك من خلال مواقف مؤثرة، تجسدها سيدة تبيع الحلزون، تتعرض لعدد من المضايقات، وتعرف تواجهها». وحول اللغة التي ستتكلمها شخصيات الفيلم، أكدت سناء عكرود، كاتبة سيناريو «خنيفيسة الرماد»، أن تفاصيل الحوار جميعها تتضمن كلاما تراثيا موزونا، يتناسب والسياق الزمكاني الذي تصوره، وأنه أثناء التصوير لم يكن هناك مجال للارتجال أو الإبداع «إذ اتفقت مع الممثلين على حفظ كل كلمة، كما لو تعلق الأمر بحفظ نصوص مسرحية»، تقول سناء، مضيفة أن الممثلين عانوا أثناء ذلك لأن أسلوب اللهجة المغربية القديمة كان صعبا بالنسبة إليهم، ولا يشبه اللهجة العامية التي نتحدثها في يومياتنا الحالية، غير أن الممثلين توفقوا وتفوقوا بعد ذلك في تقديمها على نحو محبوك سينال إعجاب الجمهور، تضيف سناء. أما بخصوص المراجع التي استندت إليها في كتابتها لهذا العمل التراثي، بعدما تعذر عليها إيجاد كاتب مختص في المجال، ومغامرتها بالكتابة إلى جانب الإخراج والتمثيل، أوردت سناء عكرود للجريدة أنها تدربت على هذا النوع من الكتابة، حيث كتبت سابقا قصة مسلسل حمل عنوان «زينة والأمير»، سنة 2011، كما أنها قرأت مجموعة كبيرة من الكتب التراثية باللغة العربية، وأخرى عالمية متعلقة بعالم الحكايات القديمة، وشاهدت بالإضافة إلى ذلك عددا من المسلسلات والأفلام الأمريكية التي اشتغلت على أعمال مشابهة، أعادت الكتابة لحكايات تراثية، كما عملت سناء على جمع الأمثلة المغربية القديمة، مؤكدة أنها تهدف إلى تقديم عمل بمعايير قوية ومحترمة يشاهدها الأطفال كما الكبار داخل صالات السينما.