أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة الجمعة أن 36731 شخصا على الأقل قتلوا في القطاع خلال ثمانية أشهر من الحرب. وقال بيان للوزارة إن هذه الحصيلة تشمل 77 قتيلا على الأقل سقطوا خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مضيفا أن 83530 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر. وتواصلت عمليات القصف الإسرائيلي على مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث طالت بشكل خاص مخي مات للنازحين بعد هجوم دام على مدرسة تابعة للأونروا، في وقت دخلت الحرب شهرها التاسع. ولم يتم تحقيق أي تقدم على مستوى الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ولا سيما منذ أعلن الرئيس الأميركي قبل أسبوع « خريطة طريق » اقترحتها إسرائيل. ولم تعلن سوى هدنة واحدة لمدة سبعة أيام في نوفمبر. ميدانيا، تواصلت عمليات القصف من الجو والبر والبحر على كامل أراضي القطاع المحاصر، والذي سيطرت حركة حماس على الحكم فيه في العام 2007. وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع إنها أحصت 77 قتيلا على الأقل خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة. وقتل ستة أشخاص في دير البلح (وسط) فيما أصيب ستة آخرون خلال الليل، بقصف صاروخي على منزل عائلة في مخيم المغازي، وفقا لمصدر طبي. وقال أسامة الكحلوت من الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة لوكالة فرانس برس، إن « قوات وقن اصة الاحتلال تمركزوا في منطقة المطاحن شرق دير البلح، ما يشك ل خطورة على الحركة في شارع صلاح الدين » الساحلي. وفي مدينة غزة، قتل شخصان بينما أصيب آخرون في هجوم صاروخي إسرائيلي على منزل، حسبما أفاد مصدر طبي. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته تواصل عملياتها في مناطق شرق البريج وشرق دير البلح حيث « قضت على عشرات » المقاتلين ودمرت أنفاقا وبنى تحتية يستخدمونها. وفي مدينة رفح حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات « محددة الأهداف »، قالت القوات الإسرائيلية إنها عثرت الخميس على « أنفاق وأسلحة عديدة… ». من جانبه، أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت الجمعة قذائف باتجاه منازل في منطقة ميناء الصيد في الشيخ عجلين غرب مدينة غزة. واستهدف الجيش الإسرائيلي مخي مي المغازي والبريج في وسط قطاع غزة، إضافة إلى بلدة القرارة قرب خان يونس ومدينة رفح، وفقا لمصادر محلية. وأدى الهجوم على رفح الذي دفع مليون فلسطيني معظمهم نازحون بحسب الأممالمتحدة إلى الفرار شمالا، إلى إغلاق المعبر مع مصر الذي يعد أساسيا لدخول المساعدات الدولية إلى القطاع المحاصر. ويتوجه النازحون إلى شواطئ دير البلح، رغم تلوثها بمياه الصرف الصحي، وفق صور لوكالة فرانس برس. ويقول محمد غابن « نزحت إلى منطقة بحرية للتخل ص من الحشرات والجو الحار… وروائح الجثث … نحاول تخفيف الحر عبر النزول إلى المياه، غير أن المياه غير صالحة… نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي في البحر ». اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على الدولة العبرية، أسفر عن مقتل 1194 شخصا، استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية. وأفاد مستشفى في قطاع غزة الخميس عن مقتل 37 شخصا في قصف طال مدرسة تابعة للأونروا، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عنه قائلا إن المدرسة تؤوي « مجمعا لحماس ». وقال الجيش في بيان إن « طائرات مقاتلة … نفذت ضربة دقيقة استهدفت مجمعا تابعا لحماس داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات ». دبلوماسيا، دعا البيت الأبيض الخميس في بيان مشترك مع قادة فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا ودول في أميركا اللاتينية، إسرائيل وحماس إلى « تقديم التنازلات النهائية المطلوبة » للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. عرض الرئيس الأميركي في 31 مايو خريطة طريق قال إن إسرائيل اقترحتها، تنص في المرحلة الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يترافق مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح رهائن احتجزتهم حماس خلال الهجوم، وسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل. ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المقر بة من الاستخبارات المصرية عن « مسؤول كبير » قوله إن حماس « ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام القادمة » مشددا على أن قادة حماس « يدرسونه بجدية وإيجابية ». لكن يبدو أن مطالب الجانبين المتضاربة تعرقل لتوصل إلى اتفاق. وتقول حركة حماس إنها مستعدة لقبول أي اتفاق فقط إذا تضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. من جهتها، تؤكد إسرائيل، رغم الضغوط الدولية، أن هدفها هو القضاء على حركة حماس التي تصنفها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها إرهابية.