تعادل المنتخب الوطني المغربي بدون أهداف مع البيرو، على أرضية ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو، بالعاصمة الإسبانية مدريد، في ثاني لقاء ودي لأسود الأطلس، استعدادا للملتقيات المقبلة، أقربها تصفيات كأس الأمم الإفريقية كوت ديفوار 2024. وقبل بداية المباراة، قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بمعية نادي أتليتكو مدريد الإسباني، بتكريم الدولي المغربي السابق المرحوم العربي بن امبارك. وجاء تكريم اللاعب الراحل، الذي لقب بالجوهرة السوداء، بالنظر إلى العطاء الكبير الذي قدمه لكرة القدم في المغرب وإسبانيا وفرنسا والجزائر على الخصوص، في سياق تكريس مبدأ الاعتراف، فضلا عن تعريف الأجيال الجديدة بالرواد، والتذكير بطلائعية اللاعبين المغاربة، والتاريخ الكروي المغربي. وعودة لأطوار المباراة، التي عرفت حضورا جماهيريا كبيرا من قبل المنتخبين، دخل المنتخب المغربي الشوط الأول عازما على تحقيق الانتصار، لمواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية التي حصدها في الآونة الأخيرة، خصوصا وأن الفوز سيتيح له الارتقاء في سبورة الترتيب العالمي للمنتخبات، في ظل خسارة إسبانيا أمام اسكتلندا بهدفين نظيفين. وفي الجهة المقابلة، بدأ المنتخب البيروفي الجولة الأولى بطموح افتتاح التهديف مبكرا، لتجاوز هزيمته الأولى التي تعرض لها أمام ألمانيا بهدفين نظيفين، إلا أنه اصطدم بمنتخب دفاعه متراص، منعه من الوصول إلى مربع العمليات، ما جعل ياسين بونو يكون مرتاحا في مرماه طيلة 45 دقيقة الأولى. وسيطر فريق أسود الأطلس على مجريات الجولة الأولى طولا وعرضا، إلا أن التسرع في اللمسة الأخيرة والتكتل الدفاعي للبيرو، جعله يجد صعوبة في الوصول إلى شباك بيدرو جاليزي، الذي كان بدوره سدا منيعا لكل المحاولات المغربية، في الوقت الذي اعتمد رفاقه على الهجمات المرتدة التي افتقدت للدقة، ما جعل الشوط الأول ينتهي كما بدأ على وقع البياض. وكان المنتخب البيروفي أكثر اندفاعا مع بداية الجولة الثانية، سعيا منه لمباغتة فريق أسود الأطلس بهدف يبعثر به أوراقه، في حين افتقد المنتخب الوطني المغربي لمتمم العمليات، ناهيك عن كثرة التمريرات الخاطئة في وسط الميدان، علما أن النخبة الوطنية يغيب عنها كل من عز الدين أوناحي وأشرف حكيمي بسبب الإصابة. وكاد المنتخب الوطني المغربي أن يفتتح التهديف في الدقيقة 72 عن طريق حكيم زياش، بتسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لو لم تذهب الكرة محادية لمرمى بيدرو، فيما ظل منتخب البيرو يناور بين الفينة والأخرى وقتما سنحت له الفرصة، دون تمكنه هو الآخر من تحقيق مراده، في ظل تواصل تألق الدفاع المغربي بقيادة غانم سايس ونايف أكرد. وتوترت الأجواء في الربع ساعة الأخيرة من طرف المنتخبين، ما جعل الحكم يشهر البطاقة الحمراء في وجه سفيان بوفال، وكارلوس زامبرانو، ليكمل بذلك المغرب والبيرو ما تبقى من اللقاء بعشرة لاعبين، بحثا عن هدف الانتصار الذي سيمكن فريق الأسود من مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية المحققة في الآونة الأخيرة، للارتقاء في سبورة الترتيب العالمي للمنتخبات. واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمة هنا وهناك بحثا عن هدف الانتصار، دون تمكن أي منهما من تحقيق مبتغاه، في ظل غياب النجاعة الهجومية، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي صفر لمثله بين المنتخبين، وينهي بذلك المغرب معسكره التدريبى بانتصار على البرازيل وتعادل مع المنتخب البيروفي.