استنجد رؤساء جماعات بالدولة لفك العزلة عن القرى والمداشر التي حاصرتها الثلوج منذ منتصف الأسبوع الجاري، بعد عجز إمكانيات المجالس التي يرأسونها عن فك الحصار الذي فرضته الطبيعة على المواطنين والمواطنات بعشرات الدواوير. وقال أحمد مزوز رئيس جماعة إغرم نوكدال بإقليم ورزازات في اتصال هاتفي ب"اليوم24″، "إن أزيد من 40 دواراً بما يناهز 15 ألف نسمة بنفوذ جماعته، لا تزال تحت وطأة العزلة بسبب كثافة الثلوج التي تجاوز سمكها المتر ونصف، مضيفاً أن الدور القروية التي تقطنها الساكنة بالقرى لم تعد تستحمل التساقطات الثلجية المستمرة منذ يومين، وما سيخلفه ذلك من مخاوف تكرار سيناريوهات الانهيار المتتالي للمنازل على رؤوس قاطنيها دون التمكن من مد يد المساعدة لهم، نظرا لعائق انسداد المسالك المؤدية للدواوير بشكل تام بسبب الثلوج وعجز آليات الجماعة عن إزاحتها بالشكل المطلوب. وقال الرئيس: إن الوضع صعب "بالرغم من المجهودات التي تبذلها لجنة اليقظة التي ترأسها السلطات الإقليمية وبتنسيق مع المجالس المنتخبة التي تتقاسم نفس الأوضاع بدرجات متفاوتة، منها جماعة تيديلي وجماعة سيروا وجماعة خزامة وبعض الجماعات الترابية الأخرى بالمنطقة". وبإمكانيات ذاتية للجماعة يضيف المتحدث نفسه، فإنه تم التدخل لإزاحة الثلوج عن الطريق الإقليمية 1510 الرابطة بين مركز أكوين وجماعة تيديلي، بحكم أنها تضم على جوانبها العديد من المداشر بغية توفير منفذ لسكانها للتبضع والتنقل وأيصا سيارات الإسعاف في حالة ما استدعت الضرورة التدخل. وقال مزوز إن "بعض المناطق سجلت انقطاعاً كلياً للتيار الكهربائي، مع غياب شبكات الهاتف النقال، وهو الأمر الذي سيجعل الوضع أكثر سوءاً مما هو عليه، في حالة عدم تدخل الدولة والجهات المختصة لتوفير آليات ووسائل كفيلة، لتكون في مستوى وحجم الإكراهات التي تعرفها المنطقة". من جانبه قال الحسن اليزيدي رئيس جماعة تلوات، إن الرداء الأبيض اكتسح المشهد بشكل لا يتصور، وعزل 52 دواراً من أصل 72 بنفوذ جماعته عن العالم الخارجي، بسبب انسداد المسالك بالثلوج، وعجز الوسائل المتوفرة عن الوصول للساكنة بالقرى التي تقدر بحوالي 2000 نسمة، مما يستدعي بالضرورة طلب التدخل من الجهات المختصة. وعملت مصالح الجماعة – يضيف المتحدث نفسه- على فتح الطريق أمام حركة المرور بالطريق الإقليمية رقم 1506 من على مستوى مركز جماعة تلوات في اتجاه مدينة ورزازات، فيما لازالت باقي المسالك الطرقية المؤدية للدواوير مغلقة بسبب تراكم أزيد من متر ونصف من الثلوج بها. ولحسن الحظ يضيف اليزيدي، فإن مصالح المكتب الوطني للكهرباء تمكنت من إعادة التيار الكهربائي بعد يوم من انقطاعه، فيما لازالت شبكة الهاتف النقال في أدنى مستوياتها بسبب تأثرها بمشاكل تقنية عديدة، نتيجة استمرار التساقطات الثلجية بالمنطقة.