ولا يشكل هذا الفوز مفاجأة في ظل عدم وجود اي منافس فعلي للسيسي ومع الحملات التي تستهدف المعارضين. وكان انصار مرسي اول ضحايا حملة القمع التي شنتها السلطة التي اتى بها السيسي وسقط 1400 قتيل منهم على الاقل كما تم توقيف وحبس اكثر من 15 الفا اخرين. اما الحركات الشبابية التقدمية فاصبح جهاز الشرطة يستهدفها الان واصدر القضاء اخيرا قرارا بحظر مجموعة رئيسية منهم هي حركة 6 ابريل. وبعد ثلاث سنوات من الثورة التي اطاحت حسني مبارك , الذي كان هو الاخر عسكريا مثل كل الرؤساء (باستثناء مرسي) الذين تولوا السلطة منذ اطاحة الملكية, يتهم النشطاء المدافعون عن حقوق الانسان السلطات بفرض نظام اكثر تسلطا من نظام مبارك. وقال كريم بيطار مدير معهد العلاقات الدولية الاستراتيجية ان النسبة التي حصل عليها السيسي, وهو الرجل الوحيد القوي القادر على اعادة الامن والاستقرار برأي انصاره, "تعيدنا الى مشهد كنا نأمل الا نراه مجددا بعد ثورات الربيع العربي في 2011". ويضيف "قليل من الناس كان يمكن ان يتصور لحظة اسقاط مبارك انه بعد ثلاث سنوات سينجح جنرال يرتدي نظارات سوداء, فرعون جديد, في ان تأتي به انتخابات بنسبة 96% من دون حتى ان يقدم برنامجا او يقوم بحملة انتخابية". ولكن هذه النسبة الاقرب الى استفتاء تتوقف دلالاتها على نسبة المشاركة التي سعت السلطات لرفعها بتمديد الاقتراع يوما ثالثا في اللحظة الاخيرة. وبعد قرار تمديد الاقتراع الذي رأى فيه خصوم السيسي شيكا على بياض للتزوير, قال عضو في اللجنة العليا للانتخابات لصحيفة الاهرام ان "ما يقرب من" 25 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات وان هذا الرقم مرشح للزيادة لتصل نسبة المشاركة الى حوالى 50%. وكما كتب شادي حامد الباحث في معهد بروكينغز في واشنطن, فانه في الوقت الراهن "لا توجد اي وسيلة للتحقق من ارقام الحكومة فليست هناك اي عمليات فرز موازية ولا يوجد هدد كاف من المراقبين الدوليين". وكان السيسي, الذي يريد تفويضا شعبيا كاسحا, قال انه يريد "45 مليون" صوت في صناديق الاقتراع من اجل ان يتعدى نسبة المشاركة التي بلغت 52% في انتخابات 2012 التي اتت بمرسي الى الحكم. واعتبر الائتلاف الاسلامي المؤيد لمرسي الذي دعا الى مقاطعة الانتخابات انه "فاز في معركة مراكز الاقتراع الخاوية" ورأى في ذلك "سقوطا للانقلاب العسكري" الذي اطاح مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي. ورغم ان "وسائل الاعلام ساهمت في اضفاء صورة المنقذ الاسطوري على السيسي فان هذا لم يكف لتعبئة الجماهير" ما حرمه من "استفتاء" كان يأمل فيه. واكدت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش ان "مناخ القمع يلقي بظلال من الشك على نزاهة هذه الانتخابات" مشيرة الى "توقيف الاف المعارضين الاسلاميين والعلمانيين ما ادى الى افراغ الاقتراع من اي مضمون". ولم يحصل منافس السيسي الوحيد القيادي اليساري حمدين صباحي الا على 8,3% من الاصوات وفقا للنتائج غير الرسمية التي اذاعتها وسائل الاعلام. وفي حين ينتظر ان تعلن النتائج الرسمية قبل الخامس من حزيران/يونيو فان الاف من انصار السيسي غنوا ورقصوا الليلة الماضي في العاصمة وخصوصا في ميدان التحرير الذي كان بؤرة الثورة على مبارك. ووسط الالعاب النارية التي اطلقوها كانوا يرفعون صورا عملاقة للسيسي وهي صور تغطي كذلك منذ شهور جدران القاهرة.