رفضت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اليوم السبت اقتراحات قدمتها القاهرة للمفاوضين الفلسطينيين سعيا لإنهاء هجوم إسرائيلي على قطاع غزة واعتبرتها غير كافية ولوحت باحتمال استئناف القتال عندما تنتهي الهدنة الحالية. وقالت إسرائيل إنها لم تقبل بعد الاقتراحات لكنها أشارت إلى أن مبعوثيها مستمرون مثل الفلسطينيين في حضور المحادثات غدا الأحد. وينتهي وقف إطلاق النار الحالي ليل الاثنين. وتريد حماس التي تسيطر على قطاع غزة انهاء الحصار الإسرائيلي للقطاع وفتح المعبر مع مصر وإنشاء ميناء بحري ومطار كجزء من أي اتفاق لوقف دائم للعمليات القتالية مع الدولة اليهودية. وقال اسامة حمدان عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية لحماس إن العروض التي قدمت للوفد الفلسطيني في القاهرة "لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية". وأضاف حمدان على صفحته على موقع فيسبوك اليوم السبت "على اسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة." ولم تظهر إسرائيل التي بدأت هجومها العسكري في الثامن من يوليو تموز لمنع حماس من إطلاق الصواريخ عبر الحدود اهتماما كبيرا بتقديم تنازلات كبيرة. وتطالب إسرائيل بنزع سلاح غزة في أي اتفاق طويل الأجل وهو ما ترفضه حماس. ولم تكشف مصر سوى عن القليل من التفاصيل بشأن أي تقدم في المحادثات. وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه "لم توافق إسرائيل حتى الآن على أي اقتراح." وأضاف المسؤول "لن يتم التوصل إلى تفاهمات (حول الهدنة طويلة الأجل) إلا إذا كانت تلبي المصالح الأمنية الإسرائيلية بشكل واضح." ومن المقرر أن يعود المسؤولون الإسرائيليون إلى القاهرة غدا الأحد وكذلك الوفد الفلسطيني الذي يضم ممثلين عن حماس وعن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أشرك حماس في حكومة وحدة في أبريل نيسان. وأثنى عباس الذي كان يتحدث من رام الله حيث مقر حكومته على الوساطة المصرية. وقال في كلمة نقلها التلفزيون إن الهدف هو منع القتال والالتزام بالمبادرة المصرية دون غيرها. وسعت تركيا وقطر اللتان تتعاطفان مع حماس على القيام بوساطة لكن إسرائيل رفضت وساطتهما. وقالت الأممالمتحدة إن 425 ألفا من بين 1.8 مليون فلسطيني يسكنون قطاع غزة نزحوا بسبب الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 1900 فلسطيني و67 إسرائيليا. ويقول مسؤولو مستشفيات في القطاع الصغير المكتظ بالسكان إن معظم القتلى الفلسطينيين مدنيون. ووافقت إسرائيل والفلسطينيون يوم الأربعاء على تمديد اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام لمواصلة المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى هدنة دائمة. وحظى الهجوم على غزة بتأييد واسع من الإسرائيليين. لكن احتمال التوصل إلى هدنة طويلة الأجل تحسن من موقف حماس الاقتصادي أو الدبلوماسي أثار تحفظات بين الإسرائيليين ومن قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية. ونظم عدة آلاف من أعضاء الأحزاب اليسارية الإسرائيلية وجماعات النشطاء مظاهرة مناهضة لسياسة الحكومة في تل أبيب اليوم السبت. وكتب على إحدى اللافتات "عندما يغيب السلام تأتي الحرب."