أنهى المنتخب الوطني المغربي مشاركته في المونديال محتلا المركز الرابع، جراء خسارته أمام كرواتيا بهدفين لهدف، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية ملعب خليفة الدولي، بالعاصمة القطريةالدوحة، لحساب تحديد المركز الثالث بنهائيات كأس العالم قطر 2022. وبدأ المنتخبان المباراة في جولتها الأولى عازمان على افتتاح التهديف، بالرغم من التغييرات الحاصلة على التشكيلتين، جراء الإصابات والإرهاق، حيث يأمل المنتخب الكرواتي في إحراز الميدالية البرونزية، لتكون ثاني ميدالية يحصل عليها في نسختين متتاليتين، بعد فضية مونديال روسيا 2018 "وصيف البطل"، فيما يطمح أسود الأطلس إلى التتويج بالبرونز، لمواصلة كتابة التاريخ، وليكون أول منتخب من خارج قارتي أوربا وأمريكا الجنوبية يحصل على المركز الثالث. وترك المنتخب الوطني المغربي الكرة لنظيره الكرواتي كما جرت العادة في مباريات الأسود خلال لقاءات المونديال، معتمدا على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة، لعلها تهدي لهم هدفا ضد مجريات اللعب، فيما اعتمد رفاق مودريتش على الضغط لتسجيل الهدف مبكراً، لتسيير اللقاء بالطريقة التي يريدونها مع مرور الدقائق. ما بحث عنه المنتخب الكرواتي تمكن منه في الدقيقة السابعة برأسية اللاعب جوسكو جفارديول، إلا أن فرحة الكروات لم تدم طويلا، بعدما تمكن المنتخب الوطني المغربي من تعديل النتيجة بعد دقيقتين فقط برأسية أشرف داري، معيدا المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث من جديد كل منتخب عن هدف الانتصار، الذي سيضمن لمسجله الميدالية البرونزية، في حالة ما تم الحفاظ على التقدم. وتواصلت الندية بين المنتخبين مع مرور الدقائق، بسيطرة كرواتيا بحثا عن تسجيل الهدف الثاني، وهو ما كاد أن يحققه عن طريق لوكا مودريتش، لولا التدخل الجيد للحارس ياسين بونو، مقابل دفاع مغربي، مع الاعتماد على سرعة زياش وبوفال في الهجمات المرتدة، لعلها تهدي له هدفا ثانيا ضد مجريات اللعب، ينهي به الجولة الأولى متقدما. وكاد أسود الأطلس أن يضيفوا الهدف الثاني عند الدقيقة 28، لو ركز أشرف حكيمي في التمرير عند وصوله إلى مربع العمليات الخصم، علما أن لاعبو المنتخب المغربي بسطوا سيطرتهم على وسط الميدان، ما جعلهم يشنون العديد من الهجمات، بحثا عن الوصول إلى مرمى ليفاكوفيتش للمرة الثانية. ولم تعرف الدقائق الأخيرة من الجولة الأولى أي جديد من ناحية عداد النتيجة، بالرغم من المحاولات التي أتيحت للمنتخبين معا، خصوصا للمنتخب المغربي، وفي الوقت الذي كان الشوط الأول متجها للنهاية بالنتيجة المسجلة، تمكنت كرواتيا من تسجيل الهدف الثاني بقدم اللاعب أورسيتش، لينتهي بذلك الشوط الأول بتقدم الكروات بهدفين لهدف. ودخل وليد الركراكي الجولة الثانية بإجراء أول تغيير، بإقحام إلياس الشاعر مكان عبد الحميد الصابيري، فيما حافظ داليتش على نفس اللاعبين، إذ سيبحث المنتخب الوطني المغربي عن تعديل النتيجة منذ البداية، لخوض الدقائق المقبلة بأربحية كبيرة، عوض الاستمرار في الضغط وهو متأخرا في النتيجة. واستمر الضغط الكرواتي على الدفاع المغربي، حيث كان قريبا من إضافة الهدف الثالث بتسديدة من خارج مربع العمليات، لو لم تضرب الكرة في جواد الياميق مغيرة مسارها، فيما ظل لاعبو المنتخب المغربي يناورون بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لهم الفرصة، سعيا منهم للتعديل في الربع ساعة الأولى من الجولة الثانية. واستشعر وليد الركراكي الخطورة من قبل الكروات، وفقدان لاعبي المنتخب المغربي السيطرة على وسط الميدان، ما جعله يقحم عز الدين أوناحي مكان بلال الخنوس، لعله يقدم الإضافة ويمد المهاجمين بكرات يحولونها إلى أهداف، قصد العودة في النتيجة، فيما حافظ داليتش على تركيبته التي بدأ بها المقابلة، في ظل التقدم في النتيجة، والاتجاه نحو تحقيق الميدالية البرونزية. وكانت أولى تغييرات داليتش اضطرارية، بعد إصابة كراماريتش، مقحما بدله نيكولا فلاسيتش، لتتواصل بعد ذلك المباراة في شد وجذب بين المنتخبين، لإضافة الهدف الثالث من قبل كرواتيا، وللتعديل من طرف المنتخب الوطني المغربي، علما أن الركراكي واصل تغييراته، بإقحام بدر بانون والوافد الجديد أنس الزروري، مكان كلا من أشرف داري المصاب وسفيان بوفال. وتواصلت إصابات المنتخب الوطني المغربي، بإصابة جواد الياميق، ليتم تعويضه بسليم أملاح، منهيا الركراكي بذلك التغييرات الخمسة المسموح بها في الشوطين الأصليين، ليواصل أسود الأطلس بحثهم عن التعادل الذي استعصى عليهم، نظرا للوقوف الجيد للدفاع الكرواتي، رفقة الحارس ليفاكوفيتش الذي كان سدا منيعا لكل المحاولات المغربية. وتواصلت الندية بين المنتخبين في العشر دقائق الأخيرة من اللقاء، أملا للتعديل من قبل المنتخب الوطني المغربي، وسعيا من الكروات لإضافة الهدف الثالث، دون تمكن أي طرف من تحقيق مبتغاه، لتنتهي بذلك المباراة بانتصار المنتخب الكرواتي بهدفين لهدف على المغرب، حقق من خلالها المركز الثالث والميدالية البرونزية، فيما أنهى الأسود مشاركتهم في المونديال محتلين للمركز الرابع.