تستعد مجموعة "أكديطال"، الفاعل الوطني الخاص الأول في مجال الصحة، لدخول بورصة الدارالبيضاء ابتداء من غد الأربعاء. وهي عملية ستمكن من رفع عدد الشركات المدرجة في البورصة إلى 75 شركة، لكن تفردها يكمن في قطاع نشاط المجموعة: خدمات الرعاية الصحية. صوت الجرس الذي سيتم قرعه، غدا الأربعاء، بقاعة بورصة الدارالبيضاء، سيجعل من "أكديطال" أول مجموعة طبية تفتح رأسمالها الاجتماعي أمام المستثمرين في البورصة، وذلك بعد مضي 7 سنوات على تحرير قطاع المصحات الخاصة. وهي عملية غير مسبوقة تأتي لإثراء الجانب القطاعي من بورصة الدارالبيضاء استكمالا للصناعة الصيدلانية. ويأتي هذا الإدراج في سياق خاص، متسم بنهاية الجائحة وإطلاق ورش تعميم الحماية الاجتماعية، مما يجعل من فتح رأسمال البنيات التحتية الصحية أمام غير الأطباء فرصة لتطوير القطاع الصحي الخاص بالمغرب، ورافعة لتحسين وتنويع العرض الصحي الوطني. ولمواكبة نموها وتطورها، تعتزم مجموعة "أكديطال"، من خلال هذه العملية، التي امتدت فترة الاكتتاب فيها من 29 نونبر إلى 06 دجنبر 2022، القيام بتمويل جماعي من خلال زيادة للرأسمال الاجتماعي مخصصة للعموم تهم إصدار 2.666.660 سهما جديدا (800 مليون درهم)، مع إلغاء حقوق الاكتتاب التفضيلية للمساهمين وتفويت 1.333.400 من أسهم الشركة للعموم (400 مليون درهم). ووفقا لمحللي مركز "بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش"، الذين أوصوا كذلك بالاكتتاب في هذا الإدراج بالبورصة وقيموا السهم الواحد ب340 درهما، أي بزيادة نسبتها 13.3 في المائة مقارنة بسعر الإصدار (300 درهم)، فإن قطاع الصحة يتوفر على مؤهلات للنمو غير مستغلة على نحو كاف، يمكن تحفيزها من خلال تفعيل الاستراتيجية الاستباقية للمملكة الرامية إلى توسيع التغطية الصحية الأساسية وتحسين الولوج إلى خدمات الرعاية الصحية. ويطمح هذا الفاعل الخاص، الذي يتوفر حاليا على 15 منشأة صحية متعددة التخصصات تتوزع على مدن الدارالبيضاء (8) والجديدة (2) وأكادير (2) وطنجة (2) وآسفي (1)، إلى الانخراط بشكل كامل في دينامية النظام الصحي الوطني عبر توفير عرض صحي للقرب يهدف إلى مواكبة المشاريع المهيكلة لإصلاح نظام الحماية الاجتماعية. وبموجب هذا الاكتتاب العام، تعتزم مجموعة "أكديطال"، التي تتوفر على طاقة استيعابية تبلغ 1602 سريرا، أي أزيد من 15 في المائة من العرض الوطني في القطاع الخاص، افتتاح مؤسستين صحيتين جديدتين بسلا (مستشفى خاص ومركز لعلاج السرطان) خلال دجنبر 2022، بطاقة إجمالية قدرها 220 سريرا، مما سيرفع من الطاقة الاستيعابية للمجموعة إلى 1822 سريرا متم سنة 2022. وعلى صعيد الآفاق، تتطلع "أكديطال" إلى تحقيق أهداف للنمو خلال السنوات المقبلة ترتكز على ثلاثة محاور استراتيجية، وهي التوسع الجغرافي الوطني، وتنويع عرض خدمات الرعاية الصحية، وكذا تدويل أنشطة المجموعة. وانطلاقا من 2023، ستطور "أكديطال" كذلك عرضها العلاجي في تخصصات جديدة مثل طب الشيخوخة والترويض الوظيفي وعلاج الإدمان والجراحة الترميمية بالإضافة إلى مراكز الفحوصات. وهو استثمار سيرفع من الطاقة الاستيعابية للمجموعة إلى أزيد من 3000 سرير متم سنة 2024. ويشكل طرح أسهم مجموعة "أكديطال" للاكتتاب العام، والذي يفترض أن يحث مجموعات أخرى في القطاع على دخول البورصة، رافعة أساسية لتعزيز العرض الصحي في القطاع الخاص. وهي تجربة "صحية-مالية" غير مسبوقة ببورصة الدارالبيضاء تمنح معنى للادخار، في وقت يرتفع فيه معدل أمد الحياة وتزداد فيه الأمراض. وفضلا عن تحفيز الأنشطة في بورصة الدارالبيضاء، وتمكين المستثمرين من تنويع محافظهم المالية، سجلت أسهم القطاع الصحي، التي تجعل منها خصائصها الجوهرية أسهما دفاعية، أداء ممتازا في المؤشرات العالمية منذ انتشار الجائحة، بخلاف باقي القطاعات. ويوفر القطاع الصحي، الذي تأثر بشكل طفيف بالنمو الاقتصادي والتضخم أو تداعيات السياق الجيو-سياسي الدولي، نوعا من الأمان لفائدة المستثمرين ويتيح آفاق تنموية واعدة.