توفي الرئيس الصيني الأسبق جيانغ زيمين الذي قاد بلاده في مرحلة من التغييرات العميقة من 1989 حتى بداية الألفية الثالثة، الأربعاء عن 96 عاما على ما ذكرت وكالة أنباء الصينالجديدة الرسمية. وتولى جيانغ زيمين السلطة بعد قمع احتجاجات ساحة تيان أنمين في 1989. وقاد تحول الصين الدولة التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم، إلى قوة عالمية. وجاءت وفاة جيانغ بينما تواجه السلطات الشيوعية الصينية منذ أيام أكبر حركة احتجاجية منذ حوادث تيان أنمين، على القيود الصحية المفروضة لمكافحة وباء كوفيد وللمطالبة بالمزيد من الحريات السياسية. وقالت الوكالة إن "جيانغ زيمين توفي بسبب سرطان في الدم وفشل في العديد من الأعضاء، في شنغهاي عند الساعة 12,13 (الأربعاء) 30 نوفمبر 2022 عن 96 عاما". ونكست الأعلام على المباني الحزبية والحكومة، حسب التلفزيون الرسمي (سي سي تي في). وأوضحت وكالة الصينالجديدة (شينخوا) أن إعلان وفاة جيانغ جاء في خطاب من السلطات الصينية عبرت فيه عن "حزن عميق"، وجهته إلى الحزب الشيوعي الصيني بأكمله والجيش والشعب. وقالت إن وفاته جاءت بعد فشل كل العلاجات الطبية. وأضافت أن "الرفيق جيانغ زيمين كان قائدا استثنائيا (…) ماركسيا عظيما وثوريا بروليتاريا عظيما ورجل دولة، واستراتيجيا عسكريا ودبلوماسيا ومقاتلا شيوعيا منذ زمن طويل، وقائدا استثنائيا لقضية الاشتراكية العظيمة ذات الخصائص الصينية"، يأتي إعلان وفاة جيانغ بينما تهز احتجاجات عددا من مدن في الصين في الأيام الأخيرة، تذكر بالتحرك المطالب بالديموقراطية الذي تم قمعه بعنف في نهاية المطاف في 1989. وقال التلفزيون الرسمي الصيني "خلال الاضطرابات السياسية الخطرة التي هزت الصين في ربيع وصيف 1989، دعم الرفيق جيانغ زيمين ونفذ القرار الصحيح للجنة المركزية للحزب بالتصدي للاضطرابات والدفاع عن سلطة الدولة الاشتراكية وحماية المصالح الأساسية للشعب". وترك جيانغ لدى الكثير من الصينيين أيضا صورة الزعيم الودود. وقالت وانغ يي التي تعيش في بكين، لوكالة فرانس برس "كان هناك الكثير من قضايا الفساد في ذلك الوقت، لكنه كان شخصا مفعما بالحيوية والمرح". وأضافت "كان يحب أيضا الغناء والمزاح وقد تكون هذه هي الصورة التي سيتذكرها الناس"، مشيرة إلى أن "وسائل الإعلام أيضا كانت تتمتع بحرية أكبر في عهده في تغطية القضايا الاجتماعية بشكل نقدي". لكنه واجه انتقادات لفشله في معالجة بعض القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية في الصين، مثل الفساد وانعدام المساواة والتدهور البيئي وإصلاحات قطاع الدولة التي أدت إلى عملية تسريح جماعية. وكان دينغ شياوبينغ عينه رئيسا للحزب الشيوعي الصيني في يونيو 1989، بعد إعجابه ببراعته في إنهاء تظاهرات في مدينته شنغهاي بشكل سلمي ومن دون إراقة دماء كما حدث في بكين. بعد 13 عاما على رأس الحزب (1989-2002)، أصبح رئيسا للصين لعشر سنوات (1993-2003). ويرى محللون إن جيانغ زيمين والجناح الذي يدعمه ويسمى "عصابة شنغهاي"، بقوا مؤثرين إلى حد كبير في السياسة الصينية بعد فترة طويلة من تركه السلطة. وفور إعلان نبأ وفاته نشرت كل وسائل الإعلام الحكومية الصورة نفسها بالأبيض والأسود لزهرة أقحوان رمز الحداد على الحسابات الرسمية لشبكة التواصل الاجتماعي الصينية "ويبو". والموضوع المخصص للرئيس الأسبق في موسوعة بايدو – شبيهة بويكبيديا – على الإنترنت كانت مزنرا أيضا بالأبيض والأسود. وعندما عين الزعيم الصيني السابق دينغ شياوبينغ في 1989 رسميا جيانغ زيمين خلفا له، كانت الصين في بداية عملية تحديث اقتصادي. عندما تنحى جيانغ عن الرئاسة في 2003 ، كانت الصين أصبحت عضوا في منظمة التجارة العالمية وفازت باستضافة أولمبياد بكين 2008 وفي طريقها لتصبح قوة عظمى. قال محللون إن رئيس البلدية السابق ورئيس الحزب الشيوعي في شنغهاي جيانغ زيمين واصل مع دائرة قريبة من القادة، في التأثير على الحياة السياسية الصينية حتى بعد تقاعده رسميا. وجيانغ زيمين متزوج من وانغ يبينغ ولديهما ابنان.