لا تزال حظوظ المنتخب السعودي وافرة للتأهل إلى الدور الثاني، رغم انهزامه أمام بولندا بهدفين نظيفين، في المباراة التي جرت أطوارها، اليوم السبت، على أرضية ملعب المدينة التعليمية، بمدينة الريان القطرية، لحساب الجولة الثانية من دور مجموعات نهائيات كأس العالم قطر 2022. ودخل المنتخب السعودي المباراة في جولتها الأولى مندفعا منذ البداية، سعيا منه لافتتاح التهديف مبكرا، لتسيير اللقاء بعد ذلك بالطريقة التي يريدها، خصوصا وأن الانتصار يعني تأهله إلى ثمن النهائي، قبل لقائه الأخير بدور المجموعات أمام المكسيك، يوم الأربعاء 30 نونبر الجاري، على الساعة الثامنة مساء. واعتمد رفاق ليفاندوفسكي مضطرين على الهجمات المرتدة، في ظل الاندفاع المتواصل للسعودية، حيث حاولوا مباغتة رفاق الدوسري بهدف ضد مجريات اللعب، إلا أن الوقوف الجيد للحارس محمد العويس، وتدخلاته الجيدة حال دون تحقيق المبتغى، علما أن بولندا تحتاج للانتصار لتقوية حظوظها في التأهل، بعد التعادل أمام المكسيك في المباراة الأولى. وضيع المنتخب السعودي العديد من الفرص السانحة للتهديف، تارة بسبب التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، وتارة للوقوف الجيد للحارس تشيزني، الذي تحمل ثقل المباراة منذ صافرة الحكم، فيما ظل رفاقه يناورون بين الفينة والأخرى، إلى أن تمكنوا من افتتاح التهديف في الدقيقة 39 بفضل اللاعب بيوتر زيلينسكي، من تسديدة قوية من داخل مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس العويس للتصدي. وأتيحت لأبناء هيرفي رونار فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 45، عندما احتسب لهم الحكم ويلتون سامبايو ضربة جزاء، إلا أن سالم الدوسري فشل في ترجمتها إلى هدف، في حين لم تعرف الدقائق العشر المضافة كوقت بدل ضائع أي جديد من ناحية النتيجة، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم بولندا بهدف نظيف على السعودية. وسارت الجولة الثانية كسابقتها، بسيطرة سعودية بحثا عن التعديل، مقابل دفاع بولندي مع بعض المناورات بين الفينة والأخرى، أملا في مباغتة السعودية بهدف آخر ضد مجريات اللعب، علما أن أبناء رونار كانوا قريبين من تحقيق مرادهم، لولا التدخل الجيد للحارس تشيزني، ليستمر البحث السعودي عن التعادل للاقتراب أكثر من التأهل للدور الثاني. وكاد المنتخب البولندي أن يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 63 برأسية اللاعب ميليك، لولا القائم الذي ناب عن الحارس العويس في التصدي، فيما تفنن لاعبو السعودية في تضييع الفرص التي أتيحت لهم، جراء التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، سواء عند التسديد أو التمرير عند الوصول إلى مربع عمليات الخصم. وحرم القائم مرة ثانية بولندا من إضافة الهدف الثاني، بعدما ارتطمت تسديدة ليفاندوفسكي به في حدود الدقيقة 65، فيما واصل المنتخب السعودي بحثه عن تعديل النتيجة، للبقاء في صدارة المجموعة الثالثة، والاقتراب أكثر من التأهل إلى ثمن نهائيات كأس العالم، المقامة لأول مرة في دولة عربية وفي فصل الشتاء. وتمكن المنتخب البولندي من تسجيل الهدف الثاني في العشر دقائق الأخيرة من المباراة عن طريق اللاعب ليفاندوفسكي، مستغلا خطأ فادحا من المدافع عبد الإله علي العمري في إبعاد الكرة، ليجد المنتخب السعودي نفسه متأخرا بهدفين، بعدما كان يبحث عن التعادل، علما أنه ضيع سيلا من الفرص الحقيقية للتهديف طيلة أطوار اللقاء. ولم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد من ناحية عداد النتيجة، لتنتهي المباراة بانتصار بولندا بهدفين نظيفين على السعودية، ليحيي بذلك رفاق ليفاندوفسكي آمالهم في التأهل إلى الدور الثاني، بعدما تعادلوا في المباراة الأولى أمام المكسيك، فيما لا تزال حظوظ المنتخب السعودي وافرة للتواجد في الثمن رغم انهزامه اليوم. وارتقى المنتخب البولندي إلى صدارة المجموعة الثالثة، رافعا رصيده إلى أربع نقاط، فيما تراجعت السعودية إلى المركز الثاني بثلاث نقاط، متبوعة بالمكسيك بنقطة، بينما يتذيل رفاق ميسي الترتيب بدون نقاط، علما أنهم سيواجهون اليوم المكسيك في مباراتهم الثانية بالمونديال.