يحضر المخرج عز العرب العلوي لعمل درامي ضخم حول الشخصية التاريخية المغربية فاطمة الفهرية، ستقوم ببطولته النجمة المصرية صابرين إلى جانب ثلة من الفنانين العرب والمغاربة، وهو العمل الذي رفض التلفزيون المغربي دعمه في الوقت الذي أبدى التلفزيون القطري موافقته المبدئية في ظل الفقر الذي يعانيه التلفزيون المغربي من حيث الإنتاجات الدرامية التاريخية التي تعرف نجاحا باهرا على مختلف القنوات العربية، حيث يضطر المشاهد المغربي إلى الهجرة نحو محطات بديلة تروي تعطشه إلى هذا النوع الفني، يرفض التلفزيون المغربي دعم إخراج مسلسل ضخم يحتفي بواحدة من أهم الشخصيات النسائية المغربية التاريخية، منذ ما يزيد على السنتين والنصف. فقد أعلن المخرج عز العرب العلوي أنه يحضر لعمل درامي ضخم حول إحدى أهم الشخصيات النسائية المغربية التاريخية، إنها فاطمة الفهرية، مؤسسة «القرويين» أول جامعة عربية، التي قرر تخليدها في الذاكرة التلفزيونية عبر مسلسل جديد، سيجمع أكثر من ثلاثين اسما فنيا من العالم العربي، بينها النجمة المصرية صابرين، التي من المنتظر أن تجسد دور البطولة في المسلسل بتقمصها لشخصية فاطمة الفهرية. المسلسل، الذي كتب له السيناريو مخرجه عز العرب إلى جانب كل من يوسف الماسوسي وعبد السلام المودني في ثلاثين حلقة، واشتغل عليه على مدى أزيد من سنتين، إلى جانب أساتذة جامعيين في علمي الاجتماع والتاريخ، والذي صار جاهزا على مستوى الكاستينغ، رفض التلفزيون المغربي دعمه، حسب ما صرح به المخرج الذي أكد أنه تقدم به إلى القناتين المغربيتين الأولى والثانية، «لكنهما رفضتا دعم المسلسل، ما جعلني أتوجه إلى طلب الدعم من جهات خارجية، وتحديدا في الخليج، من التلفزيون القطري، الذي أبدى موافقته المبدئية على دعمه»، مضيفا أنه ينتظر الموافقة الرسمية للتلفزيون القطري لمراسلة القصر لطلب دعم هذا الإنتاج باعتباره عملا ضخما يروي حياة واحدة من شخصيات المغرب التاريخية الكبرى، «لأنني لن أترك المسلسل معلقا منذ ما يزيد على السنتين والنصف، فإذا لم يكن هناك تدخل ملكي فلن يرى النور أي مسلسل تاريخي مغربي»، معتبرا أنه «من العيب والعار أن نضطر إلى لبحث عن تمويل خارجي لمسلسل يخص تاريخ المغرب، ونستجدي ذلك في الوقت الذي باستطاعة الجهات المعنية دعم إنتاجه». ويؤكد مخرج «أندرومان من دم وفحم» أن «الفيلم قدمناه في مرحلة سابقة لوزارة الاتصال، فكان ردها أنه لا علاقة لها بالتلفزيون، هذا في الوقت الذي دخل فيه التلفزيون مرحلة صرنا تشتغل فيها وفقا لقانون دفاتر التحملات المعروفة، التي تبدو معاييرها وكأنها مفصلة على أعمال من نوعية خاصة»، مضيفا أن التلفزيون لا يقبل دعم مسلسل تاريخي، ويطلب فقط مسلسلات ذات طابع اجتماعي أو فكاهي، بدعوى أن ميزانيته كبيرة، مع العلم بأنه سبق للتلفزيون المغربي أن أنتج مسلسلا بأكثر من مليار سنتيم، دون أن يستطيع تسويقه في العالم العربي». هذا في الوقت الذي يملك المسلسل الجديد كل المعايير التي من شأنها أن تخوله الانتشار، وتوسع دائرة الاقتراب من الدراما المغربية ونجومها المغاربة -يقول المخرج- لتوفره على أسماء عربية كبيرة وحكاية تاريخية، بالإضافة إلى كون لغته ستكون العربية الفصحى، معتبرا أنه لتسويق الدراما المغربية، نحن في حاجة إلى ترسيخ الثقافة العربية، وإلى نجوم عرب من شأنهم تسويق صور الممثلين المغاربة. بطلة المسلسل المصري «أم كلثوم»، صابرين التي أبدت حماسها للمشاركة في المسلسل لاحتفائه بشخصية من وزن فاطمة الفهرية التي أسست أول جامعة عربية، خصوصا أن جذورها (صابرين) من مدينة فاس، تبعا لما أورده مخرج العمل ل«أخبار اليوم»، ستتقاضى أجرا عن دورها في العمل يناهز مائتي مليون سنتيم. ومن بين الأسماء المعروفة التي ستشارك في المسلسل المنتظر إخراجه، بالإضافة إلى صابرين، ممثلون حدد المخرج أسماءهم، من مصر وسوريا والأردن بالإضافة إلى المغرب، من بينهم باسم ياخور وعبد الحكيم قطيفان وقصي سعد من سوريا، والممثل حسن يوسف وآخرون. هذا، وقد كان مقررا أن يشارك في المسلسل الفنان السوري الكبير الذي غيبه الموت، في الأيام القليلة الماضية، عبد الرحمان آل رشي، الذي كان سيلعب، حسب ما صرح به العلوي ل«أخبار اليوم»، دورا مهما، وهو دور القاضي الذي أشرف على بناء القرويين. جدير بالذكر أن المسلسل الذي سيحكي سيرة الشخصية التاريخية فاطمة الفهرية منذ مغادرتها تونس إلى حين استقرارها في المغرب، بمولاي إدريس زرهون بفاس، مرورا بفكرة بناء مسجد القرويين، وتطويره، على مدى سنتين، سيحمل بين طياته، وتبعا للحبكة الدرامية، قصصا درامية عدة بينها قصة تحكي عن علاقة الحب التي جمعت فاطمة الفهرية بابن عمها، وقصص مجموعة من الأشخاص الذين ساهموا في بناء جامع القرويين.