"سوف أجمد عضويتي في الأمانة العامة"، هكذا قال قيادي في الحزب ل"اليوم24″، رفض ذكر اسمه بعد إعلان ابن كيران في بيان أمس أن نائبه الأول جامع المعتصم يعمل مكلفا بمهمة مع عزيز أخنوش رئيس الحكومة وأن ذلك لا يمنعه من معارضة الحكومة. الخبر أثار ضجة داخل الحزب وخلف ردود فعل كثيرة وفيما لزم عدد من القيادات الصمت، احتد الجدل داخل الحزب منذ أمس الأربعاء، في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعدما تبين أن استمرار جامع المعتصم في موقعه برئاسة الحكومة، كمكلف بمهمة لم يكن في علم أعضاء الأمانة العامة للحزب، ولم يناقش من قبل، مما أثار غضب البعض منهم بعد بيان أمينهم العام ليوم أمس. وقال عبد الصمد الإدريسي، العضو السابقة بالأمانة العامة للحزب، إن "ما حدث أمس (الواقعة والتبرير) لوحده يحتاج إلى عقد مجلس وطني". وأضاف الإدريسي في تدوينة في الفايسبوك، "مؤسف ما نحن فيه، مؤسف ما وقع، التبرير مؤسف أكثر، ومؤسف صمت أعضاء القيادة، ليس هناك أسوأ من الصمت في معرض الحاجة إلى البيان". وتفاعل الوزير السابق محمد يتيم مع الموضوع، وكتب، ردا على الإدريسي "حسب ما فهمت من جامع المعتصم، فإنه أودع لدى رئيس الحكومة، للإحالة على الجهات المعنية، طلب التقاعد النسبي"، دون أن يوضح هل طلب إعفاءه من من مهمته كمكلف بمهمة.
وكان بعد الإله ابن كيران، وقع أمس بيانا توضيحيا، "بخصوص الزوبعة التي أثيرت حول كون جامع المعتصم، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يشتغل مستشارا للسيد رئيس الحكومة وحول تناقض ذلك مع أخلاقيات العمل السياسي النبيل". وأوضح ابن كيران، أن "جامع المعتصم شغل منصب مدير ديوان رئيس الحكومة على مدى عشر سنوات، وبمبادرة منه ومن رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني أرجع كل الملحقين برئاسة الحكومة من حزب العدالة والتنمية إلى وظائفهم الأصلية وعلى رأسهم هو نفسه، ووصلت المراسلة إلى حيث يجب أن تصل خصوصا فيما يهمه، حيث وصلت إلى مديرية الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية". وأفاد ابن كيران بأن رئيس الحكومة عزيز أخنوش كان له رأي آخر، "إذ راجع جامع المعتصم في هذا القرار وأرسلت مصالحه رسالة إلى نفس المديرية لاستثنائه من هذا القرار، وقرر الاحتفاظ به كمكلف بمهمة لدى رئاسة الحكومة، وليس كمستشار لرئيس الحكومة". وأوضح أمين عام البيجيدي بأن جامع المعتصم لم يعترض على قرار أخنوش، كما لم يعترض عليه ابن كيران أيضا، "باعتباره في الأصل موظفا عموميا ولا عيب في أن يساعد رئيس الحكومة في أي أمر فيه مصلحة الوطن، كما أن هذا لم يمنعه أن يقوم بدوره كنائب لي كما لم يمنعه من المساهمة في معارضة الحزب للحكومة بكل وضوح وصراحة". وينتظر أن يعرف هذا الموضوع تفاعلات داخل الحزب من شانها أن تعمق أزمته.