بالتزامن مع مثول عشرات من المهاجرين السودانيين أمام محكمة الناظور، على خلفية أحداث اقتحام سياج مليلية المحتلة، بدأت السلطات السودانية، جهودا من أجل ترحيل مواطنيها المقيمين بطريقة غير شرعية في المغرب نحو بلدهم، بالتعاون مع مؤسسات دولية في إطار "العودة الطوعية". وفي ذات السياق، قال فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالناظور اليوم الأحد، أن ممثلين عن السفارة السودانية بالمغرب قاموا بزيارة المعتقلين السودانيين المتواجدين بسجن سلوان بالناظور، وطلبوا منهم تعبئة طلب "العودة الطوعية" للسودان. ورأت الجمعية الحقوقية المهتمة بقضايا المهاجرين في المنطقة، أن حلول المسؤولين السودانيين، محاولة على ما يبدو لترحيل طالبي اللجوء السودانيين بالتنسيق مع السلطات المغربية والمنظمات الدولية للهجرة "OIM" تحت مسمى "العودة الطوعية". وأثار اللقاء الذي جمع وكيل وزارة الخارجية السودانية دفع الله الحاج علي، بسفير المملكة المغربية في السودان محمد ماء العينين، حول قضية المهاجرين السودانيين في المغرب لغطا كبيرا، استغلته وسائل اعلام لتوجيه اتهامات للمغرب والترويج لمغالطات على خلفيته. التنحرك الدبلوماسي السوداني الجديد، يأتي بعد شهرين من استقبال وزير الخارجية السوداني لسفير المملكة المغربية بالسودان، بطلب من السفير المغربي، نوه فيه وزير الخارجية السوداني بالمقاربة الإنسانية التي تنهجها المملكة المغربية لتدبير ملف الهجرة، وطلب فيه موافاة الخارجية بما يتوفر لديهم من معلومات وتسهيل مهمة سفارة السودان في الرباط لزيارة مراكز الحجز وتوفير المعلومات من الجهات المختصة بشأن الضحايا جراء أحداث اقتاح مليلية المحتلة. اللقاء المغربي السوداني جاء على خلفية أن عملية اقتحام السياج الحديدي ما بين الناظور ومليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو 2022، عرفت، والذي تقول الحكومة المغربية أنه تم بشكل غير مسبوق انتهاج المهاجرين لأساليب تنطوي على عنف كبير اتجاه أفراد القوات العمومية"، بحسب تصريح لمصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة. السودان، التي زار وزير خارجيتها المغرب قبل أقل من شهر، وعينت سفيرة جديدة لها في الرباط قدمت أوراق اعتمادها مؤخرا، تتمتع بعلاقات قوية مع المغرب، ترجمها تعبيرها عن دعم المغرب في خياراته وعلى رأسها وحدته الترابية، كما ظهرت في تفادي السودان توجيه أي انتقاد للمغرب بعد سقوط عدد من مواطنيها ضحايا في حادث اقتحام مليلية المحتلة. وكانت السلطات المغربية أكدت أن حصيلة القتلى من المهاجرين المشاركين في محاولة اجتياز السياج المحيط بمدينة مليلية المحتلة، شهر يوليو الماضي ارتفعت إلى 23 قتيلا من المهاجرين غير القانونيين الذين كانوا ضمن تعداد المصابين خلال عملية الاقتحام جراء مضاعفات الإصابات البليغة التي كانوا يعانون منها.