فبعد الشيع عبد الحميد أبو النعيم، والذي اتخذ من موقع "يوتوب" قناة لمخاطبة أتباعه وبث أفكاره المتطرفة وتكفير عدد كبير من السياسيين والمفكرين؛ دعا الشيخ عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الذين قضوا سنوات من السجن قبل أن يغادروه بواسطة عفو ملكي، إلى اللجوء إلى الأنترنيت وبث الدعوى من خلالها لكونها تتيح الوصول إلى الآلاف بينما لا يتعدى من يحضرون الدروس في المسجد بضع مئات. "في يوم من الأيام سيمنعون حتى الكلام في مثل هذه المناسبات"، يقول الحدوشي متحدثا في حفل زفاف أحد السلفيين تم تصويره ونشر شريطه في الأنترنيت، مضيفا: "وقد منعونا من المساجد ولكن نقول كلمتنا وتمشي كالكهرباء في النت رغما عن الجميع. منعوك من مكان والله فتح لك آفاقا عظيمة". وأضاف الحدوشي في سياق دعوته الحاضرين إلى عدم التردد في القيام بالدعوة بالرفق واللين، قائلا إنه "في المسجد كم واحدا يحضر لك الدرس؟ مائة، مائتان، ألف؟ في النت هناك الآلاف. هذا الدين كلما ضيقوا عليه انتشر، ضيقوا على المحجبات وانتشر الحجاب، وضيقوا على اللحي وانتشرت اللحي، ضيقوا على المجاهدين وانتشر الجهاد في كل مكان، ما منعوا من شيء إلا وتجد أسودا نفخ فيهم الروح". وقارن الحدوشي بين ما قال إنه تضييق على الدعاة إلى الدين حاليا، وما كان يواجه به الأنبياء من اتهامات واعتداءات، "عندما يتحدث الواحد اليوم يتهم بأنه يريد إفساد النظام وغيرها من تهم المشركين القديمة". تضييق قال الحدوشي للحاضرين إنه بلاء يرفع من قيمة المؤمن عند الله ويمنحه مكانة لا تسمح له أعماله وحدها ببلوغها. "حبل الظالم قصير، انظروا إلى الظلمة أين ذهبوا الآن؟ انظروا إلى فرعون، وانظروا إلى فراعنة العرب، أين ذهبوا الآن؟ انظروا إلى الطاغية القذافي قذفه الله في جهنم ماذا كان يقول عن المسلمين من باب الاستهزاء؟ كان يسميهم الجردان، وإذا به أخرجوه من بيت الجرذان. انظروا إلى الكلب، مع احتراماتنا للكلب لأننا نظلمه، هذا البنعلي كان يمنع منعا كليا الحجاب، ليس الحجاب بل مجرد تغطية الرأس، فجوزي بأن فر إلى أسياده وألزم بتغطية رأس لا أدري ماذا تقرب له امرأته، لا تقربا إلى الله بل حتى لا يعرف". وشدّد الحدوشي في "موعظته" على التمييز بين المسلمين المؤمنين وبين العرب، مشددا على أن الله أمر بنصرة المؤمنين وليس العرب. "ماذا فعل العرب حتى الآن؟ هذه القمم التي يجتمعون فيها، ماذا فعلوا بها؟ ما فعلوا شيئا، إنما يجتمعون لإفساد الأموال وبس، نقطة نهاية، لكن الله يقول وكان حقا علينا نصر المؤمنين، فضع نصب أعينك أن الله سينصرك". ودعا الحدوشي المعروف بنشاطه الكبير عبر المواقع الاجتماعية والإنترنيت، على ضرورة قيام الجميع بالدعوة وليس العلماء وحدهم. "من أراه لا يصلي وأنا أريد أن أنقذه من براثين الشرك والكفر أذهب إليه بالرفق والإحسان والتي هي أحسن… حاول أن تتعامل بأخلاقك، فالدعوى العملية أقوى من الدعوى الكلامية، ومن ينظر إلى أخلاقك وسيرتك ومعاملتك، يقول هذا هو الدين، حتى إذا كلّمته تجد منه قبولا"، وأضاف الحدوشي أن من يقطع الطريق "لا تحتاج لان تكون عالما حتى تتكلم معه، ومن يسرق أو يفسد لا تحتاج إلا للرفق لكي تتكلم معه".