يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع بالجارة الشرقية الجزائر بهدف إعادة إحياء الشراكة بين البلدين أو على الأقل السعي إلى تبديد الخلافات والتوترات، وسط توجسم، حول ما إذا كانت فرنسا تطمح لإطلاق وساطة لتخفيف التوتر بين الجزائر وكل من إسبانيا والمغرب. وفي ذات ا قال موقع إن الرئيس، إيمانويل ماكرون، سيناقش في زيارته للجزائر التوترات السياسية مع إسبانيا والمغرب حول قضية الصحراء المغربية، ونقل "مغرب إنتجلنس" عن مصادر أن ماكرون سيتقدم باقتراح ملموس للجزائر في مسعى لنزع فتيل هذه التوترات التي تزعزع استقرار غرب البحر الأبيض المتوسط وتقلق الاتحاد الأوروبي بشكل خاص. وبحسب الموقع، سيقترح ماكرون تنظيم قمة مصغرة تكون في باريس أو مدينة فرنسية أخرى تجمع بين دبلوماسيين جزائريين وإسبان ومغاربة من أجل مناقشة للحلول التي يجب تنفيذها لتحسين العلاقات الثنائية بين دول المنطقة. وسيكون هذا الاقتراح الفرنسي إن تم، خطوة غير مسبوقة لأنه لم يتمكن أي اجتماع رسمي من جمع دبلوماسيين جزائريين مع نظرائهم المغاربة أو الإسبان حول الخلافات الجيوسياسية التي تفرقهم بشدة منذ اندلاع الأزمة الأخيرة وكان مكتب ماكرون قد قال إن الرئيس قبل دعوة من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وستكون هذه ثاني زيارة رسمية يقوم بها ماكرون للجزائر التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بباريس. وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية صدر بعد اتصال هاتفي السبت بين ماكرون ونظيره الجزائري أن "هذه الزيارة ستسهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلا... وتعزيز التعاون الفرنسي-الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة" فترة الاستعمار. وتبدأ الزيارة الخميس 25 غشت وتستمر حتى 27 غشت، وسيزور خلالها الرئيس الفرنسي العاصمة الجزائرية ومدينة وهران، وهي زيارة تأتي بعد سنوات على زيارة أولى لماكرون في دجنبر عام 2017 بمستهل ولايته الرئاسية الأولى اقتصرت مدتها على 12 ساعة. وتوترت العلاقات بين ماكرون وتبون العام الماضي عندما أدت تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن تاريخ الجزائر إلى خلاف دبلوماسي مرتبط بالماضي الاستعماري الفرنسي للجزائر، حيث استدعت الجزائر سفيرها في فرنسا حينذاك، وقد عاد بعد نحو 3 أشهر. وفي نهاية المطاف، أعرب الرئيس الفرنسي عن "أسفه" للجدل الذي أثارته تصريحاته، في مسعى لاحتواء الأزمة.