أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أن الرقمنة عامل أساسي لا محيد عنه في خلق المزيد من فرص الشغل. وخلال مداخلة له في أول ندوة ضمن فعاليات النسخة الثانية لتظاهرة "المغرب الدبلوماسي محادثات" (MD Talks)، المنظمة تحت شعار "الرقمنة، رافعة استراتيجية للنموذج التنموي الجديد"، أشار مزور إلى أن فترة التسريع الرقمي الكبير ما بين سنتي 1991 و2021 ساهمت في خلق نحو 1,2 مليار وظيفة جديدة في جميع أنحاء المعمور. وأكد أن "القيمة الإنتاجية الحقيقية أضحت في الوقت الراهن غير مادية وتأتي من الدماغ والتعقيد الذي يطوره البشر بالتوازي مع صعود بقوة للذكاء الاصطناعي". في هذا السياق، يرى مزور أن الرأسمال البشري في المغرب في طريقه إلى الرفع من الجودة والكفاءة، الأمر الذي يهيء لتطلعات وتوقعات مهنية جديدة معبر عنها من لدن المشغلين. وأشار إلى أن الرقمنة تتيح فرصة خلق القيمة، مضيفا أن وزارته تطمح إلى خلق خلال هذه الولاية نحو 400 ألف فرصة عمل في مجال ترحيل الخدمات، 25 في المائة منها ذات الصلة أساسا بالمجال الرقمي. من جهتها، سلطت وزيرة التضامن والاندماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، الضوء على الجهود المبذولة لتوسيع دائرة الرقمنة في القطاع الاجتماعي، مشيرة إلى أن الرقمنة كفيلة بتحديث العلاقة بين الإدارة والمواطن وجعل المؤسسات أكثر قوة. وأضافت المتحدثة قائلة "على مستوى الوزارة نعتمد هذه المقاربة. ونحن بصدد تنفيذ استراتيجية لرقمنة القطب الاجتماعي (التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية...) الذي يستهدف حوالي 500 ألف مستفيد". وكشفت أن الرقمنة الجارية تشمل كافة مراكز التعاون الوطني لجعل منها شبابيك اجتماعية وحيدة، رغبة في تسهيل ولوج المواطنين لهذه المراكز والتكفل بهم عبر النظام الرقمي. وأشارت الوزيرة إلى أنه "بفضل الرقمنة، سنتمكن من الوصول إلى المزيد من الأشخاص وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل"، مضيفة أن الرقمنة هي أيضا أداة شفافية غير عادية، لأنها تتيح مراقبة جميع خطوات العملية. يذكر أن تظاهرة (MD Talks)، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تتضمن سلسلة من الندوات المتمحورة حول التفكير الاستراتيجي الإفريقي والدولي، فضلا عن ندوتين حول "الجهوية المتقدمة من أجل التكامل الجهوي" و"الطاقات المتجددة، ورش انتقالي في صلب النموذج التنموي الجديد".