يسود الترقب حول لما ستؤول إليه الأوضاع بخصوص المرض الفيروسي "الجدري القردي"، بالتزامن مع تسجيل الجارة الشمالية للمغرب إسبانيا، ودول أوروبية أخرى، إصابات مؤكدة ب"جدري القرود". وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الأحد، أنها تلقت تقارير من 12 دولة تؤكد إصابة 92 شخصا بمرض جدري القرود، مشيرة إلى وجود 28 حالة أخرى يشتبه في إصابتها بالمرض، مع توقعها ظهور مزيد من الحالات عالميا. وأضافت المنظمة أن "المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض". وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن عدوى جدري القرود تشكل مبعث قلق، مشيرا إلى أن إدارته تبحث مسألة اللقاحات والعلاجات المتوفرة. ويسارع المغرب الخطى لتعزيز المراقبة على مستوى حدوده، وفي بوابات الدخول، بينما قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، في تصريح سابق ل"اليوم 24″، إن المغرب مستعد لمواجهة أي وضع محتمل متعلق بالمرض الفيروسي، مؤكدا أن "مصلحة الوباء والرصد والتصدي للحالات الوبائية بوزارة الصحة، لم ترصد أية حالة والحمد لله". وأوضح الوزير أن "المرض ليس سريع الانتقال، ومصالح الرصد والتصدي، مستعدة للمواجهة والقيام بتشخيصات عند بوابات المغرب، بعدما سجلت حالات بإسبانيا والبرتغال". وشدد المسؤول الحكومي أن المرض ليس جديدا، لكنه ظهر عام 1970. ويعد جدري القرود أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، ويعتبر من الأنواع الأقل انتقالًا وفتكًا، كما أن أعراضه أكثر اعتدالا. لا للقلق الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، قال إن حالات الإصابة بجدري القردة المسجلة في العديد من البلدان في الأسابيع الأخيرة، "لا تدعو للقلق بالنسبة للمغرب والعالم في الوقت الحالي". وأوضح حمضي، في مقال تحت عنوان "الوضع والإنذارات الصحية يجب مراقبتها ومتابعتها، لكن ليست هناك دواعي للقلق في الوقت الحالي بالنسبة للمغرب وللدول الأخرى"، أن حالات الإصابة بالجدري "تستوجب إنذارات صحية من قبل السلطات الصحية في منظمة الصحة العالمية، في ضوء اكتشاف المزيد من الحالات في أوروبا وأمريكا الشمالية". ويرى حمضي، أن "جدري القردة مرض فيروسي نادر، معروف منذ سبعة عقود في إفريقيا الوسطى، وفي غرب إفريقيا بالخصوص، وكذا في المناطق القريبة من الغابات الاستوائية الرطبة". أعراض المرض الخبير الصحي استعرض في مقاله، أعراض المرض، وقال، "عادة ما تكون له ثلاثة أعراض، وهي الزكام وانتفاخ الغدد اللمفاوية وطفح جلدي يظهر على شكل تقرحات في جلد الإنسان مثله مثل أعراض جدري الماء "بوشويكة" أو مرض الجدري الذي تم القضاء عليه بصفة نهائية قبل 40 سنة بفضل اللقاحات". وأشار الدكتور حمضي إلى أنه تم اكتشاف المرض عند الرجال، خاصة من المثليين، مبرزا أن انتقال المرض يحدث من الحيوان إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الإنسان بشكل نادر". وأفاد المتحدث، بأن انتقال المرض يكون "عن طريق الهواء أو الاختلاط بالسوائل البيولوجية من الحيوان المصاب أو عن طريق الجهاز التنفسي". مدة الشفاء وقال حمضي، إن الشفاء من المرض عند الكبار يتم في أسبوعين أو أربعة أسابيع في بعض الأحيان، ولكن قد تنجم عنه وفيات لدى الأطفال في بعض الحالات، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن نسبة حالات الوفاة تتراوح ما بين 1 و10 في المائة . وأوضح الدكتور الطيب حمضي أنه "حاليا لا نتوفر على علاج وليس لدينا تلقيح خاص بالمرض، فلقاح مرض الجدري الذي كان يستعمل في الماضي، لم يعد ينتج بما أنه تم القضاء على هذا المرض". وخلص إلى أن منظمة الصحة العالمية تبحث الوضع ومدى انتشار هذا الفيروس من أجل توفير معطيات أكثر، مؤكدا على ضرورة الحيطة والحذر والمراقبة لمعرفة الظروف التي ينتشر فيها الفيروس.