كشف مقتل عدد من الجنرالات وشخصيات عسكرية رفيعة المستوى في أوكرانيا حجم الخسائر الكبيرة والمشاكل اللوجستية التي يتعرض لها الجيش الروسي. وبحسب كييف، قتل سبعة جنرالات روس منذ بدأ الغزو في 24 فبراير، في معدل ضحايا يشير مسؤولون غربيون إلى أنه مرتفع بشكل غير مألوف في أوساط كبار القادة العسكريين. ولا يمكن التأكد بشكل مستقل من هذا العدد وأكدت مصادر رسمية روسية حتى الآن مقتل جنرال واحد بالإضافة إلى قائد رفيع في البحرية. لكن وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت الجمعة أن اللفتنانت جنرال ياكوف ريزانتسيف قتل في معارك في شورنوبايفكا خارج مدينة خيرسون الجنوبية، ليكون بذلك سابع جنرال روسي يلقى حتفه في الحرب. وقال مدير الأبحاث لدى "مركز صوفان" للأبحاث في نيويورك كولين كلارك "أتعامل مع هذه الأعداد بنوع من الشك". وأضاف "لكن سواء كان العدد خمسة أو 15 جنرالا، حقيقة أنهم يخسرون جنرالات تظهر بأن القيادة والتحكم الروسية ضعيفة للغاية وأدى النجاح العسكري الأوكراني إلى انقطاع خطوط اتصالاتها". وفي منشور على "تلغرام"، تحدث ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن معدل "استثنائي" للقتلى في صفوف الجنرالات الروس والشخصيات العسكرية الرفيعة. وقال "هذه إشارة إلى غياب الجهوزية تماما في أوساط الجيش… يثبط كل ذلك من دون شك عزيمة الجيش الروسي — يدركون بأن كبار قادتهم غير مؤهلين إطلاقا". وأجبرت نقاط الضعف التي أظهرها الجيش الروسي في أوكرانيا، خصوصا من ناحية الاستخبارات والمسائل اللوجستية والأخطاء التكتيكية، القادة العسكريين على التوجه إلى خطوط الجبهة، وفق ما أفاد مسؤول عسكري فرنسي طلب عدم الكشف عن هويته. وأضاف "لربما لم يتم تلقي الأوامر أو فهمها بشكل جيد، وقد تكون الوحدات متمردة أو هناك مشكلة كبيرة في المعنويات. كل هذه الأمور قد تدفع الجنرالات للتوجه إلى الجبهة". ولم تؤكد مصادر روسية رسمية حتى الآن غير مقتل نائب قائد "جيش الأسلحة المشتركة الحادي والأربعين" الميجور جنرال أندريه سوخوفيتسكي أثناء المعارك في 28 فبراير. بدوره، أعلن حاكم القرم التي ضمتها روسيا ميخائيل رازفوجايف على قناته في "تلغرام" مقتل نائب قائد أسطول البحر الأسود أندريه بالي (من مواليد كييف) في القتال حول ماريوبول. لكن هذه الاعترافات تعد استثناء في سياق حيث لا تكشف روسيا غير معلومات محدودة للغاية عن خسائرها. ولم تعط روسيا سوى في مناسبتين ضمن النزاع المتواصل منذ شهر حصيلة رسمية للجنود الروس الذين قتلوا، كان آخرهما في 25 مارس عندما أعلنت عن 1351 قتيلا. وفي مؤشر محتمل لمشاكل معينة، اختفى وزير الدفاع سيرغي شويغو عن الأنظار لنحو أسبوعين هذا الشهر، ولم يظهر مجددا إلا السبت، رغم أن الكرملين شدد على عدم وجود أي أمر غير مألوف. وبينما لم تؤكد مصادر غربية الحصيلة الصادرة عن السلطات الأوكرانية والتي تفيد بمقتل 17 ألف روسي، إلا أنها تشير إلى أن الحصيلة الفعلية للضحايا الروس أعلى على الأرجح بعدة مرات من تلك المعلنة رسميا. وذكر ليونيد فولكوف، وهو حليف زعيم المعارضة الروسية المسجون أليكسي نافالني، أن جنازة الميجور جنرال فيتالي غيراسيموف (ثاني جنرال أعلنت أوكرانيا مقتله في الحرب) أقيمت في يكاترينبورغ في 16 مارس. وكتب "لا توجد أي معلومات عن ذلك في أي وسائل إعلام روسية… سيدفن هذا الجنرال في قبر من دون اسم". وأكد مصدر غربي طلب عدم الكشف عن اسمه إعلان أوكرانيا بأن ريزانتسيف كان سابع جنرال روسي يقتل في الحرب. وأفاد المسؤول أن كولونيلا روسيا آخر يقود كتيبة قتل بأيدي جنوده الذين دهسوه "نتيجة حجم الخسائر التي منيت بها كتيبته". ما تزال هناك بعض الضبابية بشأن مصير عدد من الجنرالات الروس الذين تقول أوكرانيا إنهم قتلوا. وبحسب السلطات الأوكرانية، قتل الميجور جنرال ماغوميد توشايف (36 عاما) في معارك خارج كييف في 26 فبراير. وتوشايف جنرال في الحرس الوطني في قوة عسكرية داخلية تحت إمرة بوتين مباشرة. وهو الشيشاني الأعلى رتبة الذي يعلن عن مقتله. لكن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف أصر على أن توشايف ما زال حيا، مشيرا إلى أنه شارك في اجتماع في 23 مارس بينما نشر تسجيلا مصورا لرجل قيل إنه هو يتحدث في 13 مارس. والاثنين، بث التلفزيون الروسي صورا يفترض بأنها تظهر قديروف في مدينة ماريوبول الأوكرانية أثناء لقائه شخصا قالت المحطة إنه اللفتنانت جنرال أندريه موردفيشيف، أحد الجنرالات الذين تقول أوكرانيا إنهم قتلوا. ولم يخف المسؤولون الأوكرانيون بأن الجنرالات الروس مستهدفين ويبدو أن مهمتهم باتت أسهل نظرا إلى أن الجيش الروسي يستخدم معدات اتصال يسهل اعتراضها من قبل العدو. وأفاد المحلل لدى معهد القدس للاستراتيجية والأمن ألكسندر غرينبرغ فرانس برس بأن الوحدات الروسية "لا تولي انتباها لإجراءات الأمن عبر الكمبيوتر ويمكن اعتراض (اتصالاتها) بسهولة". وذكر أنه في ساحة المعركة يسهل تحديد القادة بالعين المجردة داخل مركبات يمكن التعرف عليها من خلال "هوائيات والمركبات الأخرى التي تحميها" وبالتالي يمكن مهاجمتها.