تعادل المنتخب الوطني المغربي بهدف لمثله مع نظيره الكونغو الديمقراطية، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الجمعة، على أرضية ملعب الشهداء بكينشاسا، في ذهاب الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم قطر 2022. ودخل المنتخب الوطني المغربي المباراة في جولتها الأولى عازما على افتتاح التهديف منذ بداية اللقاء، إلا أنه اصطدم بدفاع كونغولي متراص رفقة حارسه، منعه من الوصول إلى الشباك، فيما كان الفهود ينتظرون الفرصة المناسبة لمباغثة أسود الأطلس بتسجيل الهدف الأول، ومن تم تسيير اللقاء بالطريقة التي يريدها كوبر ولاعبوه. وبدأ لاعبو الكونغو الديمقراطية يدخلون في أجواء اللقاء مع مرور الدقائق، حيث شنوا العديد من الهجمات، التي كادت أن تعطي أكلها، لولا يقظة بونو والدفاع بقيادة غانم سايس، فيما واصل أسود الأطلس ضغطهم، بحثا عن الثغرة التي ستمكنهم من الوصول إلى المرمى الكونغولية. وتمكن منتخب الكونغو الديمقراطية من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 15 بقدم اللاعب يوهان ميسا، من تسديدة باغثت الدفاع المغربي رفقة الحارس ياسين بونو، تقدم بعثر أوراق خاليلوزيتش، الذي طلب من لاعبيه الاندفاع أكثر لتسجيل التعادل، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، جراء غياب النجاعة الهجومية، والتسرع في التمرير والتسديد. وحاول المنتخب الوطني المغربي إدراك التعادل من خلال المحاولات التي أتيحت له على أقليتها، علما أن الفرص التي سنحت للأسود لم تشكل أية خطورة على الحارس الكونغولي، الذي كان مرتاحا في مرماه، فيما كان فريق الكونغو الديمقراطية قريبا من إضافة الهدف الثاني، لولا التدخلات الجيدة لبونو، الذي أبعد الخطورة عن مرماه في أكثر من مناسبة. ووجد أسود الأطلس صعوبة في تجاوز الدفاع الكونغولي المتراص، ما يبين أن هيكتور كوبر قرأ جيدا خطط خاليلوزيتش، وتحركات اللاعبين كل واحد على حدة، فيما واصل رفاق تشادرك أكولو في شن الهجمة تلوى الأخرى، دون التمكن من الوصول إلى شباك بونو للمرة الثانية، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي الجولة الأولى بتأخر المغرب بهدف نظيف. وضيع الكونغو الديمقراطية فرصة إضافة الهدف الثاني مع بداية الجولة الثانية، بعدما ذهبت الكرة محادية لمرمى بونو، فيما فشل لاعبو المنتخب الوطني المغربي في بسط سيطرتهم على مجريات اللقاء، مواصلين بذلك تمريراتهم الخاطئة، التي جعلت رفاق أومكاني يسترجعون الكرات بسهولة تامة، مشكلين خطورة على الدفاع المغربي، الذي لم يجد أي حل سوى تشتيت الكرات. وانتظر المغرب 52 دقيقة لتشكيل الخطورة على مرمى الكونغو، حيث أبعد الحارس الكرة إلى بر الأمان، ليعلن بعد ذلك الحكم فيكتور غوميز عن ضربة جزاء ضيعها سامي مايي، لتبقى بذلك نتيجة المباراة على ماهي عليه، تقدم الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف. وظل أبناء خاليلوزيتش يناورون بين الفينة والأخرى بحثا عن التعديل، دون تمكنهم من ذلك، علما أن كل المحاولات التي أتيحت لهم لم تشكل أدنى خطورة على الحارس الكونغولي، الذي ظل مرتاحا في مرماه، فيما شكلت الفرص القليلة التي سنحت للكونغوليين خطورة على الحارس بونو رفقة الدفاع. وبدا لاعبو المنتخب المغربي ضائعين على أرضية الملعب، وكأن خاليلوزيتش لم يقدم لهم أية خطط تكتيكية بعد نهاية الجولة الأولى، حيث استمروا في تضييع الكرات بسهولة في وسط الميدان، إلى أن أتت الدقيقة 77 معلنة عن التغيير في عداد النتيجة، بعدما تمكن البديل طارق التيسودالي من تسجيل التعادل للنخبة الوطنية، معيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية. وعرفت العشر دقائق الأخيرة من المباراة شدا وجذبا بين المنتخبين، بعدما حاول الإثنان تسجيل هدف الانتصار، الذي سيجعلهما يخوضان لقاء الإياب بأريحية، خصوصا من قبل المغرب الذي أراد العودة بانتصار من كينشاسا، للبحث عن التأهل بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، أمام الجماهير المغربية التي ستحضر لتقديم الدعم المطلوب للنخبة الوطنية. وخرج لاعبو الكونغو الديمقراطية عن السيطرة، ما جعل اللاعب كلودي نكوندا يحصل على البطاقة الحمراء، بعد حصوله على الصفراء الثانية، جراء تدخله العنيف ضد أشرف حكيمي، ليكمل بذلك الفهود الخمس الدقائق الأخيرة بعشرة لاعبين، ما أعطى شحنة لأسود الأطلس للاندفاع أكثر بغية تسجيل الهدف الثاني. واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمة هنا وهناك دون التمكن من إضافة أهداف أخرى، مع أفضلية طفيفة للمنتخب الوطني المغربي، لتنتهي بذلك المباراة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين المنتخبين، ويتأجل الحسم في هوية المتأهل إلى كأس العالم إلى غاية لقاء الإياب. جدير بالذكر أن مباراة الإياب بين المنتخبين ستجرى يوم الثلاثاء المقبل 29 مارس الجاري، بداية من الساعة السابعة والنصف مساء، على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بحضور الجماهير.