كشفت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية نشرتها مؤسسة أوربية، حجم الضرر الكبير الذي لحق الغطاء النباتي في المغرب جراء انحباس الأمطار. وتعرض الصورتان اللتان نشرهما برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوربي "كوبرنيكوس"، مقارنة بين وضعية الغطاء النباتي في الجزء الشمالي للمملكة بين شهري فبراير 2022 ونفس الفترة من العام الماضي. وسجلت المؤسسة الأوربية أن الصورتين التي التقطت أولاهما في 14 فبراير 2021 (على اليسار) والثانية في 13 فبراير 2022 (على اليمين) تظهران آثار الجفاف الشديد الجاري في المغرب على الغطاء النباتي. حيث تبرز الصورة الموجودة على اليسار مناطق زراعية بها نباتات في حالة إزهار كامل منذ حوالي عام. فيما تُظهر الصورة على اليمين، في نفس المناطق، غيابًا شبه كامل للنباتات، نتيجة لغياب هطول الأمطار. وتظهر الصورتان اللتان التقطتهما أقمار كوبيرنكوس Sentinel3 وتغطيان المنطقة الممتدة من سهول عبدة إلى أقصى شمال المملكة، تراجعا مهولا للغطاء النباتي. وأشارت المؤسسة الأوربية إلى أن هذه الصور تأتي في وقت يعاني فيه المغرب من أسوء موجة جفاف عرفها منذ عقود، حيث تراجعت التساقطات المطرية خلال الموسم الحالي بنحو 64 في المائة عن معدل التساقطات خلال العقود الماضية، كما تراجعت مخزونات المياه في السدود إلى أقل من الثلث. ولاحظت المؤسسة في منشورها أن المنطقة الفلاحية لدكالة تعرف هذه السنة شحا في المياه أعلى من المعدل الوطني، حيث تراجعت نسبة سد المسيرة على نهر أم الربيع وهو ثاني أكبر سد في المغرب إلى مستوى لا يتجاوز 6.7 في المائة من طاقته الاستيعابية.