تعهد نحو ثلاثين من قادة الدول والحكومات، الجمعة في فرنسا، العمل على حماية أفضل للمحيطات الغنية بالتنوع الحيوي والضرورية لضبط المناخ، لكنها تعاني من النشاطات البشرية، من خلال الاعتناء بأعالي البحار ومكافحة غزو المواد البلاستيكية. في العام 2022 تنظم لقاءات دولية مهمة عدة بشأن المحيطات. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام القمة في مدينة بريست الساحلية الواقعة في شمال غرب فرنسا "التعبئة اليوم سمحت بتكريس التزامات كثيرة وتحالفات جديدة تضم أطرافا من القطاعين الخاص والعام والدول". وقطع المسؤولون السياسيون الذين تعاقبوا على الكلمة خلال قمة بريست إن حضوريا أو افتراضيا، التزامات على صعيد ملفات عدة من بينها المضي قدما باتجاه التوصل إلى معاهدات دولية لحماية أعالي البحار ومكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية. ومن الحضور، رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين والمبعوث الأمريكي بشأن المناخ جون كيري والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا الذي تستضيف بلاده نهاية يونيو قمة الأممالمتحدة حول المحيطات في لشبونة. وأدلى قادة دول آخرون بمداخلتهم عبر الإنترنت. وأكد ماكرون، "في حال خصصنا الوسائل المناسبة يمكننا اتخاذ قرارات تاريخية. يجب أن يبدأ ذلك اليوم في بريست". وفي تطور رئيسي، أعلنت فون دير لايين من بريست إطلاق تحالف يضم دول الاتحاد الأوربي السبع والعشرين و16 دولة أخرى لإبرام معاهدة طموحة تهدف إلى حماية أعالي البحار التي لا تخضع لسيادة أي دولة. وتجرى مفاوضات للتوصل إلى معاهدة كهذه برعاية الأممالمتحدة منذ العام 2018، لكن المحادثات توقفت بسبب وباء كوفيد-19. ومن المقرر عقد جولة رابعة وأخيرة نظريا من المفاوضات في نيويورك في مارس. وقالت المسؤولة الأوربية "اقتربنا كثيرا من الاتفاق، لكن علينا أن نعطي دفعا لإنجازه خلال السنة الحالية". ورحبت بيغي كالاس من "تحالف أعالي البحار" High Seas Alliance الذي يضم منظمات غير حكومية عدة بالإعلان قائلة، "هذا التزام كبير ومرحب به". وأعلنت الولاياتالمتحدة من جهتها دعم مباشرة مفاوضات برعاية الأممالمتحدة للتوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية. وانضمت بذلك إلى حوالى عشر دول وجميع أعضاء الاتحاد الأوربي. وسيبحث في مباشرة هذه المفاوضات خلال الجمعية الخامسة للأمم المتحدة حول البيئة نهاية فبراير، بغية التوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة التلوث الناجم عن 8,3 مليارات طن من البلاستيك المنتج منذ خمسينات القرن الماضي. وأكد كيري، "نحتاج إلى اتفاق يكون طموحا إلى أبعد الحدود". أما رئيس بولينيزا الفرنسية ادوار فريتش، فأعلن الجمعة مشروع إقامة "منطقة بحرية محمية على أكثر من 500 ألف كيلومتر مربع" ومناطق مخصصة للصيد الساحلي على مسافة مماثلة. وجاء في بيان أن ست دول "التزمت المصادقة قبل المهلة النهائية المحددة في أكتوبر 2022، على اتفاق كايبتاون للمنظمة البحرية الدولية الذي يمكن أن يدخل حينها حيز التنفيذ ويحدد معايير السلامة لسفن الصيد". ونوقشت مواضيع أخرى مثل خفض انبعاثات غازات الدفيئة في القطاع البحري غير المشمول في اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015، فضلا عن إلغاء الدعم الرسمي الذي يشجع على الصيد الجائر والصيد غير المشروع، بدفع من إيمانويل ماكرون. ويناقش الموضوع الأخير في إطار منظمة التجارة العالمية. ووعد ماكرون أيضا ببذل مزيد من الجهود لحماية السلاحف مع تدابير تحول دون أن تعلق في شباك الصيادين. ورحبت الرئيسة الفخرية للصندوق العالمي للطبيعة في فرنسا إيزابيل أوتيسييه بهذا الإعلان "مع توخي الحذر حول التطبيق الفعلي لهذا الوعد". وترى منظمات غير حكومية أن فرنسا ثاني قوة بحرية عالمية، لم تتخذ إجراءات كافية لحماية بحارها ومحيطاتها بشكل جيد. وتجمع نحو 150 شخصا في بريست بدعوة من "غرينبيس" وجمعية "بلين مير" Pleine mer للتنديد "بعملية التمويه الأزرق blue washing". وقال فرنسوا شارتييه المسؤول في الفرع الفرنسي من غرينبيس لوكالة فرانس برس، إن إيمانويل ماكرون "يعلن أنه مدافع عن المحيطات، لكنه لا يفعل شيئا بل يدافع حتى عن نشاطات صناعية مدمرة للغاية".