حجز المنتخب البوركينابي مقعدا له في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية، عقب انتصاره على نظيره التونسي بهدف نظيف، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية ملعب رومدي أدجيا بغاروا الكاميرونية، لحساب ربع نهائي "الكان". ودخل المنتخبان المباراة في جولتها الأولى عازمين على تقديم مردود يليق باسمهما، بغية تسجيل الهدف الأول منذ البداية، ومن تم تسيير اللقاء بالكيفية التي يتمناها كل من منذر الكبير وكامو مالو، ما جعل الشوط الأول متحركا من الجانبين. وكان المنتخب البوركينابي الأخطر على مدى 45 دقيقة الأولى، حيث كاد أن يفتتح التهديف في أكثر من مناسبة، لولا تألق البشير بن سعيد في إبعاد الكرات التي اتجهت نحوه، فيما ظل نسور قرطاج يناورون بين الفينة والأخرى بغية مباغثة الحارس هيرفي كوفي، وهو ما كاد أن يحققه وهبي الخزري من ضربة حرة مباشرة. واستغلت بوركينافاسو الخلل الدفاعي لتونس، وعدم التجانس بين اللاعبين أحسن استغلال في آخر دقيقة من الجولة الأولى، بعدما تمكن دانغو واتارا من تسجيل الهدف الأول، واضعا بذلك منتخب بلاده في المقدمة، ومقربا إياه من دور نصف النهائي، ومنهيا في الوقت ذاته الشوط الأول بتقدم الخيول بهدف نظيف على نسور قرطاج. وسارت الجولة الثانية كسابقتها، بعدما بدأها المنتخبان بحركية كبيرة في الشق الهجومي، حيث كاد المنتخب التونسي تعديل النتيجة، قبل أن يرد عليه نظيره البوركينابي في الوقت ذاته، بهجمة مرتدة كادت أن تنتهي في الشباك، لولا تألق البشير بن سعيد في التصدي للكرة، وإبعادها إلى بر الأمان، مانحا لرفاقه الثقة بغية الضغط أكثر من أجل تسجيل التعادل. وتفنن لاعبو المنتخب التونسي في تضييع الفرص السانحة للتهديف التي أتيحت لهم، فيما ظل المنتخب البوركينابي يعتمد على الهجمات المرتدة، سعيا منه لاستغلال الفراغات التي يتركها الدفاع، لتسجيل الهدف الثاني والقضاء على أحلام التونسيين في التعديل والمرور إلى المربع الذهبي، بنفس الطريقة التي قام بها في ربع نهائي كأس إفريقيا 2017. وكادت تونس أن تعدل النتيجة في الدقيقة 66 من ضربة حرة مباشرة، لولا التدخل الجيد للحارس هيرفي كوفي، الذي تمكن من إبعاد الكرة عن شباكه، لتتواصل الأمور على ماهي عليه، إلى حين وصول الدقيقة 82 التي عرفت حالة طرد في صفوف بوركينافاسو، بعدما قام الحكم بوندو بطرد مسجل الهدف الوحيد في المباراة دانغو واتارا، بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية. وفشل المنتخب التونسي في استغلال النقص العددي لنظيره البوركينابي، حيث سيطر التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة على المهاجمين، فيما اعتمد لاعبو بوركينافاسو على الهجمات المرتدة، مع الدفاع على مرماهم إلى حين صافرة الحكم بوندو، التي أنهت المباراة بفوز الخيول بهدف نظيف على نسور قرطاج، وبالتالي تأهلهم إلى نصف النهائي. وسيواجه المنتخب البوركينابي في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية يوم الأربعاء المقبل، المتأهل من مباراة السنغال وغينيا الاستوائية، التي ستجرى غدا الأحد بداية من الساعة الثامنة ليلا، على أرضية ملعب أحمد أهيدجو بياوندي الكاميرونية.