بعد أشهر قليلة من توقيف الجزائر لأنبوب الغاز المغاربي الذي كان يربطها بإسبانيا عبر المغرب، باتت إسبانيا قلقة من تأخر إمداداتها من الغاز، وهي مخاوف تتعاظم، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية. وقالت صحيفة "أوكيدياريو" الإسبانية، إن الأنبوب الوحيد المتبقي لنقل الغاز من الجزائر نحو إسبانيا "ميدغاز"، شهد في الفترة الأخيرة تأخرا في إمداد إسبانيا بالغاز بما يصل إلى 36 ساعة، وهو أمر مقلق لإسبانيا التي يرتفع فيها الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الشتاء بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة. وأكدت الصحيفة على أن "قرار الجزائر بإيقاف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي العابر للمغرب، كان قرارا مؤثرا بالدرجة الأولى على إسبانيا التي تضررت منه". وبحسب الصحيفة، "هناك إشارات مقلقة تتدفق على إسبانيا بشأن التهديدات والمخاطر المرتبطة بقطاع الغاز، بسبب التأثيرات المتواصلة لقرار الجزائر بإيقاف أنبوب الغاز العابر للمغرب"، وتفجر الأزمة الأوكرانية الحالية التي تقف وراءها روسيا التي تعتبر أحد الأطر المزودة لإسبانيا بالغاز أيضا. وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن الجزائر تعتبر، حليفة لروسيا، وهو عامل آخر للقلق في إسبانيا، بالرغم من أن الحكومة الإسبانية أكدت في أكثر من مرة أنها حصلت على ضمانات للحصول على كافة الحصص المطلوبة من الغاز الجزائري، وهي ضمانات قدمها الرئيس عبد المجيد تبون. وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن، نهاية أكتوبر، عن عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز، الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب، وذلك بسبب "الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية"، وفق ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة. وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية: "أمر السيد رئيس الجمهورية، الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد"، الذي ينتهي في 31 أكتوبر منتصف الليل". وأوضح البيان أن قرار الرئيس تبون جاء إثر استشارة رئيس الوزراء، ووزراء الخارجية والطاقة والمال، و"بالنظر إلى الممارسات ذات الطابع العدواني، من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمسّ بالوحدة الوطنية". من جانبه، قلل المغرب من أهمية القرار الجزائري وقف العمل بخط أنبوب الغاز المغاربي، الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب، وكان يمكن المغرب من نسبة سنوية من الغاز. وبيان الرئاسة الجزائرية، لم يقابله سوى بيان من المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب، حمل طمأنة للمغاربة، وأكد أن القرار، الذي أعلنته السلطات الجزائرية بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوربي ،"لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني". وأضاف المكتب، في بيان له، أنه "نظرا إلى طبيعة جوار المغرب، وتحسبا لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء"، مشيرا إلى أنه يتم حاليا درس "خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسط، والطويل".