تدافع مميت، شكوك حول البرمجة، جدل حول اختبارات "كوفيد-19": يواجه منظمو كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة في الكاميرون حتى السادس من فبراير المقبل، العديد من التحديات. ما لا يقل عن ثمانية قتلى و38 جريحا، هذه هي حصيلة التدافع المأساوي الذي وقع مساء الاثنين أمام ملعب "أوليمبي" بضواحي ياوندي، قبل مباراة الدور ثمن النهائي التي فازت بها الكاميرون على جزر القمر (2-1). أكبر ملعب في البلاد بسعة 60 ألف مقعد والمقرر استضافته النهائي، لن يحتضن مباراة الأحد في ربع النهائي بحسب رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة باتريس موتسيبي الذي أعلن تشكيل لجنة تحقيق. حصلت المأساة في ملعب تأخر تسليمه بثلاث سنوات، ويحمل اسم الرئيس بول بيا البالغ 88 عاما. تأثرت الكاميرون التي كان من المقرر استضافتها للنسخة الثانية والثلاثين عام 2019 قبل أن تنقل إلى مصر، بشكل كبير جراء فيروس "كوفيد-19". ظهرت الشكوك حول التلاعب في نتائج اختبارات "كوفيد-19" بعد النكسات التي تعرضت لها جزر القمر، حيث حرمت من حراس مرماها الثلاثة في مباراة ثمن النهائي ضد الكاميرون. أحد حارسي المرمى اللذين ثبتت إصابتهما في البداية بفيروس كوفيد، علي أحمادة، جاءت نتيجة اختباره سلبية الإثنين قبل مواجهة الكاميرون، لكنه لم يكن "مؤهلا" للعب بعد التوجيهات الجديدة الصادرة الأحد من قبل كبير المسؤولين الطبيين في الاتحاد القاري. وأعرب المدرب البلجيكي لمنتخب غامبيا توم سانتفيت الأحد عن أسفه لأن لاعبيه "لم يحظوا باحترام" منظمي كأس الأمم الإفريقية، قبل فوزهم على غينيا (1-صفر) في ثمن النهائي الإثنين. في المشاركة الأولى لمنتخب "العقارب" في كأس أمم إفريقيا، رسم المدير الفني البلجيكي صورة قاتمة لظروف استقبال فريقه في أحد فنادق منطقة بافوسام. وقال سانتفيت "ينام ستة لاعبين في غرفة واحدة، بحمام واحد ومرحاض واحد"، مضيفا "وحدهما اثنان فقط، ثلاثة أعضاء في الجهاز الفني لديهم غرفة +مفردة+، والآخرون ينامون كل اثنين في سرير واحد، وفي الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كوفيد". ولخص سانتفيت الوضع قائلا "الفندق والبنية التحتية التي نتواجد فيها، عملت لمدة 14 عاما في إفريقيا، ولم أر ذلك مطلقا"، معربا أيضا عن أسفه لأن فريقه كان عليه "السفر لمدة ساعتين ونصف للذهاب إلى الملعب". أدى إطلاق نار بين جنود ومسلحين إلى جرحى في 13 يناير في غرب الكاميرون التي تشهد نزاعا دمويا بين الجيش والانفصاليين الناطقين باللغة الإنكليزية. قبل افتتاح المسابقة القارية العريقة، هد د المتمردون الانفصاليون بمهاجمة المنتخبات التي تلعب في ليمبي وتتدرب في بويا غرب البلاد. تم تجاهل هذا الهجوم من قبل أغلب وسائل الإعلام الكاميرونية تقريبا. كما تواجه الكاميرون التنظيمين الجهاديين "بوكو حرام" و"داعش" في شمال أراضيها. ونفى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قرار نقل مباراتين من ملعب دوالا بسبب سوء أرضيته، تم تبليغه مساء الجمعة إلى صحافيين يقومون بتغطية البطولة بعد أيام من شائعات عدة. كان القرار يتعلق بنقل مباراة أو مباراتين ضمن الدور ربع النهائي في دوالا في 29 و30 يناير، إلى ياوندي، بينها مباراة الكاميرونوغامبيا، ثم مباراة الدور نصف النهائي المقررة في دوالا في الثاني من فبراير المقبل. ويعاني ملعب "جابوما" الجديد الذي يتسع ل50 ألف متفرج، من ارتفاع نسبة الرطوبة والحرارة وضعف الإضاءة. أصبحت عبارة "مباراة كرة القدم تدوم تسعين دقيقة" خارجة عن المألوف في كأس إفريقيا. أطلق الحكم جاني سيكازوي صافرة نهاية مباراة تونس ومالي قبل نهاية وقتها الأصلي. كانت لقطة مخيبة للبطولة بحسب مدرب الغابون الفرنسي باتريس نوفو.