أوقفت، مصالح المنطقة الأمنية الأولى بالبطحاء بفاس، شابا في عقده الثاني عاطلا عن العمل، أقدم، مساء الأحد الماضي، على قتل والدته البالغة من العمر 46 سنة، بعد أن سدد إليها عدة طعنات متتالية بسكين في جهة القلب، لرفضها تسليمه مبلغ 50 درهما لشراء المخدرات. وعلم « اليوم 24 » أن الشاب الموقوف اعترف بارتكابه للجريمة، حيث مثل أمام الوكيل العام للملك، الذي تابعه من أجل «الضرب والجرح المفضي إلى الموت»، وأمر بإيداعه سجن عين قادوس في انتظار مثوله أمام أول جلسة من محاكمته بداية شتنبر القادم. وتشير المعلومات التي انتهت إليها إجراءات البحث إلى أن الجيران كشفوا للمحققين أن الأم كانت تشتكي من الخلافات اليومية مع ابنها الذي يعاني من الإدمان على تناول المخدرات وحبوب الهلوسة «القرقوبي»، حيث دخل في مشادات كلامية مع أمه، طالبا منها إعطاءه 50 درهما، غير أن الأم رفضت مؤكدة أنها أضحت غير قادرة على تأمين هذا المبلغ لابنها كل يوم، حيث خاطبته بقولها: «اذهب وابحث عن عمل كباقي الشباب، وابتعد عن تناول المخدرات التي تنخر جسدك». وأضافت المصادر ذاتها أن الشاب الذي لا يجرؤ على طلب المال من أبيه، لم يستسغ رفض أمه الاستجابة لطلبه، حيث فاجأها وهي منهمكة في المطبخ في إعداد الطعام، وضربها على رأسها قبل أن يسدد لها طعنات بسكين، ثم خرج من البيت الكائن بحي «بوحاج» بالشرابليين وسط المدينة العتيقة، وهو يركض ويصيح: «أعباد الله.. شفار طعن أمي بالسكين وهرب»، فاندفع الجيران نحو البيت ووجدوا أم الشاب غارقة في دمائها وسط المطبخ، وهي تردد آخر كلماتها: «ولدي غدرني وضربني»، فسارع حينها الجيران إلى إخطار الشرطة التي باشرت إجراءات البحث والتحري، حيث تمكنت من العثور على الابن الذي فر إلى وجهة مجهولة، قبل أن تتمكن المصالح الأمنية من توقيفه. وقد نقلت الضحية على مجه السرعة إلى قسم المستعجلات الطبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، لإخضاعها لعملية جراحية لتجنب نزيف دموي حاد تعرضت له بسبب الطعنة في القلب، إلا أنها لفظت أنفاسها دقائق قليلة بعد ولوجها المستشفى. جدير بالذكر أن مدينة فاس شهدت، في الثلاثة شهور الأخيرة، 3 جرائم قتل للأصول، يقف وراءها شبان مدمنون على تناول المخدرات و«القرقوبي»، فيما تعج المحاكم والغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بملفات تعالج أسبوعيا الاعتداءات على الوالدين بالضرب والجرح، حيث علق أخصائي في الأمراض النفسية والعصبية بالقطاع الخاص ل«أخبار اليوم» على حادثة مقتل الأم على يد ابنها بالقول: «متى اعتبرنا الجاني ليس مريضا نفسيا فإنه يكون قد تعرض للجنون اللحظي، الذي جعله لا يميز بين أصوله وفروعه أو الأجانب عنه، وذلك نتيجة صدمة أو ضغوط نفسية تحكمت في أفعال الجاني جراء رد فعل الأم التي امتنعت عن تمكينه من المبلغ المالي الذي اعتادت تسليمه إياه لشراء المخدرات».