تزامنا مع الجولة الأولى التي يجريها المبعوث الأممي للصحراء، لمحت إسبانيا، إلى نيتها العودة لتصبح فاعلا كبيرا في النزاع الإقليمي المفتعل، في ظل طغيان هاجس ترميم العلاقات الدبلوماسية مع المغرب على الأجندة الخارجية للجارة الشمالية، حيث تحدث عنها الملك فيليبي السادس في آخر خطاب له، وبات وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس يكثر من حواراته الصحافية، للحديث عن أمله في إعادة السفيرة المغربية إلى مدريد. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في حوار له أجراه مساء أمس في السفارة الإسبانية بواشنطن، إنه يخطط للقاء المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا غدا الجمعة في مدريد، في نهاية جولة المبعوث الأممي للمنطقة، والتي شملت المغرب والجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف. ولمح ألباريس لدور جديد تستعد بلاده أن تلعبه في النزاع المفتعل، وقال إنه "لا يمكننا أن ندع الصراع يستمر لمدة خمسة عقود أخرى"، معتبرا أنه "من الضروري إيجاد حل، نحن نتحدث عن عقود من الصراع"، متأملا في أن يكون ستيفان دي ميستورا آخر مبعوث أممي خاص للصحراء.
ألباريس كان قد التقى المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا قبل انطلاق جولة هذا الأخير في المنطقة، كما خصصت إسبانيا طائرة عسكرية لدي ميستورا ليجري جولته الإقليمية على متنها. تزايد الحديث الإسباني عن قضية الصحراء، يأتي في الوقت الذي قالت صحيفة "إلكونفيدنثيال" الإسبانية، إن حكومة بيدرو سانشيز فوجئت بالتغير الطارئ في موقف ألمانيا، التي كانت تعادي الوحدة الترابية للمملكة الشريفة. ووفق المصدر نفسه، فإن المستجد الألماني وضع إسبانيا في موقف لا تحسد عليه، وهي التي لا تزال على خلاف مع المغرب، ولم تبد بشكل ملموس حسن نواياها إزاء المغرب. وفيما لا تزال الخلافات قائمة بين المغرب، وإسبانيا، التي تتخذ موقفا ملتبسا إزاء الوحدة الترابية للمغرب، فإن حكومتها تحس، حاليا، بحرج شديد، وهي تعاين اعتدال ألمانيا في موقفها مباشرة بعد انتخاب مستشار جديد خلفا لآنجيلا ميركل.