تراجع سعر البترول خام تكساس تحت 80$ في التداولات الأخيرة لليوم الأخير من الأسبوع الأول من السنة، بعد ارتفاع مهم بسبب بعض مشاكل تزويد السوق العالمية و كذا بعض التأثيرات الجيوسياسية. و قد أرجع بعض المحللين هذا الهدوء إلى استرجاع السيطرة على الأوضاع في كازاخستان أمس الجمعة، طبقا لتصريح رئيس البلاد، بعد تدخل الجيش الروسي. و يعتبر المحللين أن 1,6 مليون برميل يومي لكازاخستان لم يكن له تأثير كبير على السوق، غير أن بعض الدول الأخرى لم تتمكن من تزويد السوق بحصتها كاملة في بداية هذا الأسبوع و كذا في دجنبر بعد رفع حصتها من طرف الأوبيك، كليبيا أو نيجيريا مثلا. مما يفسر جزئيا هذا الارتفاع. و تبقى المؤشرات الأساسية جد متضاربة كتلك المتعلقة بمؤشرات سوق الشغل الأمريكية التي نشرت الجمعة، حيث تراجع الطلب عل الشغل. مما قد يرفع من تهديدات البنك الفيدرالي لتسريع رفع سعر الفائدة بعد رفع الدعم للاقتصاد تحت تأثير ارتفاع التضخم. و هو ما من شأنه أن يسبب تراجع في سعر البترول و كذا البورصات العالمية. ورغم ذلك، ورغم موجة أومكرون الأخيرة التي تسببت في إغلاق بعض الدول لحدودها و كذا تراجع حركة النقل والنقل الجوي. إلا أن المضاربات البترولية لا زالت تدفع بسعر البترول نحو الارتفاع. و من بين المفارقات أيضا أن تهديد الرئيس الأمريكي الصيف الأخير للدفع بسعر اليترول إلى الانخفاض لم تكن إلا فقاعة بل و فرصة اقتنصها البعض للمضاربة للدفع بالأثمان إلى مستويات تاريخية حوالي 86$. ويأتي كل ذلك بعد أن تراجعت توقعات المنظمة الدولية للطاقة و كذا الأوبك OPEC الشهر الماضي بالنسبة لاستهلاك البترول في 2021-2022 . إلا أن السعودية أعلنت مباشرة بعد ذلك أنه في حالة عدم الاستثمار في حقول جديدة و اكتشاف احتياطيات زائدة فإن العالم سيعرف تراجعا حادا في العرض نهاية هذا العقد. لذا يبقى السؤال المطروح هو ماذا يراد بالبترول؟.