أعلنت الجزائر، الأربعاء، عن عودة سفيرها في فرنسا إلى مواصله عمله من باريس، غدا الخميس، بعد شهرين من قرار استدعائه للتشاور على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد، والسلطات الجزائرية الحالية. وبحسب بيان الرئاسة الجزائرية، فقد "استقبل، اليوم، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، سفير الجزائربفرنسا، محمد عنتر داود، الذي يعود لمواصلة أداء مهامه بباريس، ابتداء من الخميس 6 يناير 2022". واستدعت الجزائر، مطلع أكتوبر الماضي، سفيرها لدى فرنسا للتشاور، بعد تصريحات لماكرون حول التاريخ الرسمي للجزائر، اعتبرتها الجزائر مسيئة، تصريحات كانت قد طالبت الجزائر بالاعتذار عنها، غير أنها اضطرت إلى إعادة سفيرها إلى باريس دون تحقيق أي مكسب دبلوماسي من قرار سحبه. ونشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات للرئيس ماكرون، قال فيها إن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون "عالق داخل نظام صلب للغاية". كما أشار ماكرون، في تصريحاته، إلى الماضي التاريخي لفرنسا في الجزائر، لافتا الانتباه إلى أنه يرغب في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية، والأمازيغية "لكشف تزييف الحقائق، الذي قام به الأتراك، الذين يعيدون كتابة التاريخ". والرئيس الفرنسي كان قد شكك، كذلك، في وجود "أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، مشددا على ضرورة التطرق إلى هذه المسألة من أجل تحقيق "المصالحة بين الشعوب"، ما أثار سخط الجزائر، وخلف أزمة دبلوماسية بين البلدين.