توج المنتخب الجزائري بلقب كأس العرب "فيفا" قطر 2021، للمرة الأولى في تاريخه، عقب انتصاره على نظيره التونسي بهدفين نظيفين، في المباراة النهائية التي جرت أطوارها اليوم السبت على أرضية ملعب البيت. وبدأت المباراة في جولتها الأولى متحركة بين المنتخبين، مع أفضلية نوعية للمنتخب التونسي الذي بادر للهجوم منذ صافرة الحكم دانيل سايبيرت، محثما على نظيره الجزائري العودة للوراء، دفاعا عن مرماه خوفا من تلقي هدف مبكر، قد يبعثر كل أوراق المدرب ماجد بوقرة. وواصل نسور قرطاج ضغطهم على مجريات الجولة الأولى، ما جعلهم يكونون قريبين من التهديف في أكثر من مناسبة، كانت أولها عند الدقيقة 14 برأسية بلال العيفة، التي ارتطمت بالعارضة النائبة عن الحارس مبولحي في التصدي، أربع دقائق بعد ذلك كاد نعيم السليتي أن يهدي منتخبه الهدف الأول من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لولا تدخل رايس الجيد الذي أبعد الكرة إلى بر الأمان. وانتظر المنتخب الجزائري 20 دقيقة لتهديد مرمى التونسيين، عن طريق طيب مزياني الذي ذهبت كرته محايدة لشباك معز حسن، لتتواصل بعدها المباراة بالنتيجة المسجلة صفر لمثله، بعدما فشل المنتخبان في ترجمة الفرص التي سنحت لهما على مدار دقائق الشوط الأول. وكاد أبناء بوقرة أن يسجلوا الهدف الأول في الدقيقة 32، لو ركز بغداد بونجاح قليلا في تسديدته التي جانبت المرمى التونسي، وقبله بلايلي في التمرير لزملائه داخل منطقة النسور، الذين كانوا قريبين من الوصول إلى شباك مبولحي عن طريق المساكني عبر تسديدة كانت محادية للمرمى، لتنتهي الجولة الأولى بلا غالب ولا مغلوب. ولم تختلف الأمور في الجولة الثانية التي كانت متحركة بين الطرفين منذ البداية، حيث تبادل المنتخبان السيطرة فيما بينهما، بحثا عن الهدف الذي سيهدي لأحدهما الانتصار، والتتويج باللقب العربي للمرة الثانية لنسور، قرطاج والأولى للجزائر. واستمر الضغط العالي من الجانبين مع مرور الدقائق للوصول إلى المرمى، إلا أن التسرع وقلة التركيز، وكذا الوقوف الجيد للدفاعين معا رفقة الحارسين مبولحي ومعز، حال دون تحقيق المبتغى، لتتواصل المباراة بدون التمكن من التغيير في عداد النتيجة، الذي ظل سلبيا بالرغم من كثرة الفرص السانحة للتهديف التي أتيحت لتونسوالجزائر. وكان المنتخب التونسي قريبا من تسجيل هدف التتويج في الدقيقة 89 عن طريق هداف النسور والبطولة الجزيري، لو ركز قليلا في تسديدته التي جانبت مرمى مبولحي بقليل، فيما لم تعرف الدقائق الخمس المضافة من طرف الحكم أي جديد، لتنتهي المباراة في شوطيها الأصليين بالتعادل السلبي بدون أهداف، ليمر على إثرها المنتخبان إلى الأشواط الإضافية. وتواصلت الندية بين المنتخبين في الشوط الإضافي الأول، بعدما حاولا معا الوصول إلى شباك بعضهما البعض لحسم النتيجة لصالح أحدهما، وهو الأمر الذي تمكن منه المنتخب الجزائري في الدقيقة 99 بقدم اللاعب أمير سعيود، من تسديدة قوية لم تترك أية فرصة لمعز حسن للتصدي، تقدم جعل المدرب التونسي منذر يقوم بتغييراته بهدف إدراك التعادل، إلا أن الوقوف الجيد للحارس مبولحي رفقة رفاقه حال دون التمكن من ذلك، لتنتهي الجولة الإضافية الأولى بتقدم أبناء بوقرة بهدف على تونس. وحاول المنتخب التونسي إدراك التعادل من خلال الفرص التي أتيحت له في الشوط الإضافي الثاني، إلا أنه فشل في تحقيق مبتغاه في ظل تقارب الخطوط بين لاعبي المنتخب الجزائري وحارسه مبولحي، الذي كان سدا منيعا لكل المحاولات التونسية التي اتجهت نحوه، فيما اعتمد رفقاء بغداد بونجاح على الهجمات المرتدة التي كادت أن تمنح لهم الهدف الثاني لولا التسرع في اللمسة الأخيرة، ليضيف ابراهيمي الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، مستغلا خروج الحارس معز من مرماه، لتنتهي المباراة في أشواطها الأصلية والإضافية بفوز الجزائر بهدفين نظيفين على تونس، وتتويجها باللقب العربي للمرة الأولى في تاريخها.