قررت السلطات القضائية في ليبيا استبعاد سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، من خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 دجنبر المقبل، وفق ما ذكرته وكالة "الأناضول" نقلا عن مصدر ليبي. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن قرار الاستبعاد جاء بسبب "صدور حكم نهائي من القضاء الليبي بإعدام سيف الإسلام، اليالبغ من العمر 49 سنة" إثر إدانته بارتكاب "جرائم حرب"، وأضاف أن ذا الأخير "لم يقدم ما يفيد بطلان هذا الحكم، أو إسقاطه". وإلى حدود الساعة، لم تصدر إفادة رسمية من السلطات الليبية بشأن مصير ترشح سيف الإسلام. ونهاية عام 2011، ألقت مجموعة مسلحة القبض على سيف الإسلام، ونُقل إلى مدينة الزنتان غرب البلاد، وقُدّم للمحاكمة أمام القضاء. وصدر في حقه، في عام 2015، حكم ب"الإعدام" رميا بالرصاص؛ لإدانته بارتكاب "جرائم حرب"، خلال محاولة قمع احتجاجات في 2011 أسقطت حكم والده معمر القذافي (1969-2011). ودوليا، تطالب المحكمة الجنائية الدولية، مقرها في مدينة لاهاي في هولندا، بتسليمها سيف الإسلام لمحاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". وخلال نحو 10 سنوات، لم يظهر سيف الإسلام علنًا، إلا عام 2013 في لقاء تلفزي من مكان سجنه في الزنتان، ثم توارى عن الأنظار حتى ظهوره في 14 نونبر الجاري، وهو يقدم أوراق ترشحه في مكتب مفوضية الانتخابات في مدينة سبها جنوب البلاد. والاثنين الماضي، أغلقت مفوضية الانتخابات باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وبلغ عدد المرشحين 98 مرشحا، من أبرزهم رئيس حكومة الوحدة الحالية عبد الحميد الدبيبة، واللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، الذي أثار ترشحه، وسيف الإسلام غضبا شعبيا في ليبيا. وأحالت المفوضية، في 18 نونبر الجاري، قائمة أولى، تضم طلبات 10 متقدمين من أجل الترشح للرئاسة إلى كل من النائب العام وجهاز المباحث الجنائية، والإدارة العامة للجوازات والجنسية، لتحديد مدى أهليتهم للترشح. وتأتي هذه الخطوة "عملا بالقانون رقم 1 لعام 2021 بشأن انتخاب رئيس الدولة، وتحديد صلاحياته، وتعديلاته، الذي يشترط على المترشح ألا يكون محكوما عليه نهائيا في جناية، أو جنحة مخلة بالشرف أو الأمانة، وأن لا يحمل جنسية دولة أخرى عند ترشحه"، وفق المفوضية.