بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى الفنانة حنان الفاضلي، وأفراد أسرة المرحوم الفنان المقتدر عزيز الفاضلي. ومما جاء في هذه البرقية "فقد تلقينا ببالغ التأثر والأسى، نبأ وفاة المشول بعفو الله، والدك المبرور المرحوم الفنان المقتدر عزيز الفاضلي، تقبله العلي القدير في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالمغفرة، والرضوان ". وأضاف الملك أنه "بهذه المناسبة المحزنة، نعرب لك، ومن خلالك، لكافة أفراد أسرتكم الموقرة، وأهلكم وذويكم، ولعائلة الفقيد الفنية والإعلامية الوطنية ، عن أحر التعازي، وأصدق المواساة في فقدان فنان كوميدي موهوب، ومخرج متميز ساهم بما حباه الله من روح إبداعية مرحة، وحس جمالي مرهف في إثراء الخزانة الفنية المغربية بأعمال، أمتعت أجيالا من جمهوره وعشاق أدائه". وتابع الملك "وإننا إذ نشاطركم مشاعركم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، متحضرين، بكل تقدير ، ما كان يتحلى به فقيدكم العزيز من دماثة الخلق، ومن غيرة وطنية صادقة، ومن تعلق متين بالعرش العلوي المجيد، لنضرع إلى الباري تعالى أن يتغمد الراحل المبرور بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء عما أسداه لوطنه ولفنه من عطاء عزير، وأن يعوضكم عن فقدانه جميل الصبر، وحسن العزاء". والجمعة الماضية، ورحل الفنان، والمخرج، عزيز الفاضلي، عن الحياة في أحد مستشفيات هولندا، عن سن ناهز 78 سنة. وبرحيله فقدت الساحة الفنية المغربية واحدا من أبرز الفنانين، الذين تركوا ذكريات عالقة في أذهان المغاربة، خصوصا لدى جيل الثمانينيات، وقبله. والفاضلي دخل إلى بيوت المغاربة من بابها الواسع في الثمانينيات من خلال بوابة النشرة الجوية، التي قدمها بطريقة مميزة، تجمع بين خفة الدم، وروح الدعابة، وإخبار المغاربة بأحوال الطقس، فأصبحت، آنذاك، أكثر البرامج مشاهدة من طرف الجمهور. وبعد شهرته الكبيرة في تقديم النشرة الجوية، غير عزيز الفاضلي القبعة، وأطل على الجمهور المغربي هذه المرة كممثل، مجسدا دورا راسخا في مسلسل "صور عائلية" التلفزي، الذي قدم فيه دور "بئيس"، أو "بئيس الديس"، كما كان ينادى عليه في المسلسل. وبروز عزيز الفاضلي في دور "بئيس"، لا يعني أنه لم يقدم أعمالا أخرى ناجحة، من بينها الأدوار، التي لعبها الراحل في فيلم "عرس الآخرين" للمخرج حسن بنجلون، و"الأبواب السبعة" للمخرج مصطفى الدرقاوي. وموهبة الفاضلي الفنية، نقلها لابنيه؛ عادل، الذي يحترف، حاليا، الإخراج؛ وابنته حنان، التي يعرفها جميع المغاربة بفضل سلسلاتها الكوميدية، والتي أشرف والدها على إخراج بعض منها. وودعنا، صباح اليوم، عزيز الفاضيلي، غير أن المشعل، الذي كان يحمل لا تزال شعلته متوهجة بالانتقال إلى ابنيه عادل، وحنان.