نفت الجارة الشرقية الجزائر، توجيه طلب للإمارات العربية المتحدة، للوساطة لاستعادة العلاقات مع المغرب، موجهة اتهامات للمغرب بخوض "حرب إلكترونية شرسة" ضدها. وفي السياق ذاته، تحدث عمار بلاني، المبعوث الخاص للجزائر لدول المغرب العربي والصحراء، عما وصفها ب"الإشاعات المغرضة التي تداولتها بعض المواقع والمنصات الغربية" حول طلب وساطة من الإمارات، وقال: "أنفي نفيا قاطعا هذه الافتراءات والمزاعم المغربية". ووصف ما تم تداوله من إشاعات "بالأخبار الكاذبة"، متهما المغرب بالمناورة عبر صفحات التواصل الاجتماعي من أجل "شيطنة الجزائر أمام الرأي العام الدولي"، واصفا ما ينشر ضد بلاده بأنه "حرب إلكترونية شرسة يشنها ضدنا جار معادٍ وعدائي". وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة قد أغلق الباب أمام مبادرات الوساطة بين بلاده والمغرب، واعتبر قرار قطع العلاقات "قرارا سياديا وغير قابل للنقاش". وأوضح العمامرة على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، مؤخرا، أن "موضوع قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب لا ولن يندرج ضمن جدول أعمال الاجتماع الوزاري، وأن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية ليس قابلا للنقاش أو التداول باعتباره قرارا سياديا، ونهائيا مؤسسا لا رجعة فيه". وأعلن العمامرة رفض أية وساطة في هذه الأزمة الإقليمية، وقال إن "التفكير في أية مبادرة مهما كانت طبيعتها تعتبر اختزالية، وسطحية لا تعي، بل تتجاهل المسؤولية التامة للمغرب في التدهور المزمن للعلاقات الثنائية، وتحجب مدى الضرر السياسي، والمعنوي الناجم عن الوقائع، والآثام، التي تؤيدها الأوساط المغربية". يشار إلى أنه بعد موريتانيا، التي بدأ وزير خارجيتها اسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساعيه لعرض وساطة بين البلدين المغاربيين، بدأت الكويت تحذو حذوه، حيث أجرى وزير خارجيتها، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، اتصالين هاتفيين مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، والجزائري رمطان العمامرة، تطرقا إلى العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية. وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية بأن وزير خارجيتها أجرى اتصالين هاتفيين بنظيريه المغربي، والجزائري، تطرقا إلى "العلاقات الثنائية المتينة، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية، والدولية". إلى جانب كل من الكويت، وموريتانيا، أجرى وزير خارجية مصر، سامح شكري، ونظيره، السعودي، فيصل بن فرحان، اتصالين هاتفيين منفصلين بالعمامرة، وبوريطة، خلال الأيام القليلة الماضية. كما عبرت عدد من الدول المغاربة، والعربية عن أسفها لتدهور العلاقات المغربية الجزائرية، متأملة في استعادتها، وتجاوز الخلافات العالقة، في أقرب وقت، وهو الرأي، الذي عبر عنه كذلك الاتحاد الإفريقي، في بيان صدر، أخيرا، باسم موسى فقي. وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، قد أعلن، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المغرب، مدعيا أن المملكة، وأجهزتها الأمنية تشن حربا ضد بلاده، وشعبها، حسب قوله.