تعهدت حركة طالبان، بضمان سلامة جميع العاملين في مجال الإغاثة ووصول المساعدات إلى أفغانستان، وذلك خلال اجتماع مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمس الأحد، وفق ما أفاد متحدث باسم المنظمة الأممية. ويزور غريفيث العاصمة الأفغانية بهدف عقد اجتماعات مع قيادات طالبان، وسط كارثة إنسانية تهدد البلاد التي وقعت حديثا تحت سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة. وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إن "السلطات تعهدت بضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وكذلك ضمان حرية حركة العاملين في المجال الإنساني، رجالا ونساء ". وأضاف البيان أن غريفيث أكد خلال الاجتماع أن المجتمع الإنساني ملتزم بتقديم "مساعدات إنسانية محايدة ومستقلة". كما دعا جميع الأطراف إلى ضمان حقوق النساء، سواء اللواتي يساهمن في إيصال المساعدات أو المدنيات منهن. ووفق ا للأمم المتحدة، تؤثر الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد، على 18 مليون شخص، أو نصف عدد سكانها. وحتى قبل إطاحة طالبان بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب منتصف الشهر الجاري، كانت أفغانستان تعتمد فعليا بشكل كبير على المساعدات، وشكل التمويل الأجنبي 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. لكن مستقبل منظمات الإغاثة في البلاد في ظل حكم طالبان يشكل مصدر قلق للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، على الرغم من تعهدات طالبان بنمط حكم أكثر ليونة مما كان عليه الحال خلال فترتها الأولى في السلطة. وسبق أن أكدت منظمات إغاثة لوكالة فرانس برس أنها تجري محادثات مع طالبان لمواصلة عملياتها، وأنها تلقت بالفعل ضمانات أمنية لبرامج قائمة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى اجتماع دولي في 13 شتنبر في جنيف لزيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان، قد دعا "جميع المانحين إلى تجديد دعمهم حتى يتم تعزيز الاستجابة الحيوية بشكل عاجل وتسليمها في الوقت المحدد وتخفيف المعاناة". كما دعا الأمين العام "جميع الدول لقبول استقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عملية طرد". واستأنفت الأممالمتحدة الرحلات الجوية الإنسانية إلى شمال أفغانستان وجنوبها بعد سيطرة طالبان على السلطة في البلاد، على ما أعلن دوجاريك الخميس الماضي.