علم "اليوم 24" أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أجرى مكالمة سرية مع راشد الغنوشي، رئيس حزب حركة النهضة التونسية، للعب دور الوساطة بينه وبين الرئيس التونسي، قيس سعيّد. وعن تفاصيل المكالمة التي تمت قبل أيام يقول مصدرنا، إن الرئيس الجزائري حاول أن يبسط نفوذه على الأزمة التونسية، ويجعل من الجزائر قوة فاعلة، خصوصاً بعد الإخفاق الدبلوماسي الذي تسبب فيه وزير الخارجية السابق، صبري بوقادوم. وحاول الرئيس الجزائري طمأنة راشد الغنوشي من الخطوات المقبلة لقيس سعيّد، هذا الأخير، الذي حسب تبون "لن يؤذي النهضة، ولا قياداتها، وعلى رأسهم راشد الغنوشي" وأضاف المصدر ذاته أن المكالمة التي تمت بين الطرفين لم يتم إعلانها للعموم، وحاولت قيادات النهضة لملمة تفاصيلها للحد الأقصى، حتى تسير الأمور في الاتجاه الإيجابي، بما يخدم مصالح الحركة. وتعيش حركة النهضة، حسب مصادرنا انقسامًا فعليًا، خصوصًا بعد الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيّد في 25 من يوليوز الماضي، إذ إن عددا من القيادات اتهموا الغنوشي وأنصاره بسوء تدبير المرحلة، سواء حزبياً أو وطنياً. وتتجه الحركة إلى عقد مؤتمرها 11 نهاية السنة المقبلة لتغيير القيادة، وسط دعوات لتعديل الفصل 30 من القانون الداخلي للحركة، والذي يسمح للغنوشي بقيادة التنظيم الحزبي للمرة الثالثة على التوالي. مقابل ذلك، يدعو عدد من القيادات وسط حركة النهضة إلى عدم تعديل النص القانوني، وإجراء انتخابات داخلية في موعدها لإعادة ترتيب البيت الداخلي، للقفز على الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.