خلفت تصريحات زعيم حركة النهضة، ورئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، حول ضرورة تأسيس مثلث الجزائر، وتونس، ولييا، كنواة للمغرب العربي، جدلا كبيرا داخل المغرب، وسط اتهامهمه بمحاولة إقصاء المغرب من بناء المغرب العربي. ولتوضيح حقيقة تصريحات الغنوشي، التي جرت عليه غضب المغاربة، قال نوفل البوعمري، الباحث في القضايا الدولية: "إن الموضوعية تقتضي القول إنه لم يصرح برغبته في بناء المغرب العربي من دون المغرب، وموريتانيا، وإنما كان يتحدث عن الوضع في تونس داخليا، خصوصا على مستوى عدم قدرتها على أداء دور كبير في الأزمة الليبية، واعتبر أن حل الأزمة الاقتصادية في تونس ينبني باستحضار معطى الجغرافية، التي وضعته أمام ليبيا، والجزائر، ومصلحة تونس، حسب الغنوشي، في بناء علاقة قوية مع هذين البلدين المجاورين لبلده، "وهو في اعتقادي منطق سليم، خصوصا من الناحية الاقتصادية، وكذلك الجغرافية". وأكد البوعمري أن الغنوشي لم يصرح برغبته في بناء المغرب العربي، أو الكبير من دون المغرب، وموريتانيا، إذ إنه شدد على أهمية بناء المغرب العربي، وأشار إلى أن هذا التحالف، الذي يتحدث عنه قد يساعد في إعادة بناء المغرب العربي، وأعطى المثال ببناء الاتحاد الأوربي كيف انطلق من دوليات معدودة. واعتبر البوعمري أن تصريح الغنوشي يجب وضعه في سياقه الداخلي، الذي تعيشه تونس، خصوصا مع الأزمة الاقتصادية، التي تعيشها، وارتفاع نسبة البطالة، التي تحدث عنها الغنوشي، وكيف أن ليبيا يمكن أن تستوعب 500 ألف تونسي، وتحل بذلك أزمة البطالة في تونس، و كيف أن ليبيا تعتبر السوق الكبرى المستهلكة للخضراوات التونسية. وخلص البوعمري إلى أن "تصريح الغنوشي عاد، ولا يمكن إعطاءه، أو تحميله أكثر مما يحتمل، خصوصا أن الأخير كان يتحدث بواقعية، واقعية الجغرافية، وواقع الأزمة الاقتصادية في تونس، ولا يمكن اعتبار تصريحه استهدافا للمغرب، ولا يمكن أن يكون سببا للهجوم عليه". وكان راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، وزعيم حركة النهضة الإسلامية، قد دعا بلاده، والجزائر، وليبيا إلى فتح الحدود وتبني عملة واحدة، ومستقبل واحد، لشعوب البلدان الثلاثة، في استبعاد منه للمغرب وموريتانيا. وقال الغنوشي في حوار مع "ديوان إف إم" التونسية، أمس الأربعاء: "علينا أن نحيي مشروع المغرب العربي ولو بالانطلاق من هذا المثلث، كما انطلق الاتحاد الأوربي من العلاقة بين ألمانيا، وفرنسا". وأضاف الغنوشي: "هذا منطلقا لإنعاش حلم المغرب العربي، ونحن من دون هذا الإطار لا نقدر على حل مشكلات تونس". وأوضح رئيس البرلمان التونسي أن علاقته بالقيادة الجزائرية، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، "جيدة"، وخاطب تبون: "عليه أن يراهن كما يراهن قيس سعيد، والقيادة الليبية على حدود مفتوحة، وعملة واحدة، ومستقبل واحد". وأكد المتحدث ذاته: "علاقتنا مع الجزائر، وليبيا ينبغي أن نوليها الاهتمام الأكبر، وينبغي أن ننظر إلى هذا المثلث على أنه مثلث النمو والمستقبل لتونس". واعتبر الغنوشي أن 50 في المائة من مشكلات تونس "يمكن حلحلتها في ليبيا، ويكفي فقط أن نذكر بأن نصف مليون تونسي كانوا يشتغلون في ليبيا، وإذا تم شفط هذا العدد من حجم البطالة سنتخلص من معضلة البطالة".