زار وفد من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لهزيمة "داعش"، والذي يعتبر المغرب من أهم الدول الشريكة فيه، السجون المخصصة لعناصر تنظيم "داعش" في حي غويران بمدينة الحسكة السورية، عشية تقديم "الإدارة الذاتية" مقترحات لحل مشكلة هؤلاء المحتجزين وعائلاتهم. وفد التحالف الدولي الذي ضم ضباطا أمريكيين وبريطانيين، زار سجن الصناعة والسجن المركزي في حي غويران، تقول مصادر مطلعة إنه طلب تقسيم السجناء "الدواعش" إلى مجموعات حسب جنسياتهم، بغية إخضاعهم لدورات تأهيل في مراكز مخصصة، فيما بعد. وكان كشف مسؤولان بارزان في "الإدارة الذاتية" بمناطق شمال شرق سوريا، عن حزمة مقترحات قدمتها الأخيرة لدول وحكومات التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش"، بهدف معالجة ملف محتجزي عناصر التنظيم في سجون "قسد"، وعائلاتهم التي تقطن في مخيمي "الهول وروج" بمحافظة الحسكة. وعلاقة بهذا التحرك الدولي لدول التحالف الدولي تفاعلا مع مقترحات الإدارة الذاتية لمخيمات مقاتلي "الدواعش" وزوجاتهم وأبنائهم، علمت "اليوم 24″، من مصادر مطلعة، أن إدارة مخيم الهول، شرعت بتنسيق مخابراتي وأمني، في حصر لائحة أولية لعشرين محتجزة مغربية جلهن قاطنات بفرنسا، منهن من هي فرنسية الجنسية من أصول مغربية، وقامت بأخذ صور شخصية لهن، رفقة أبنائهن، تمهيدا لترحيلهن. وتشير المصادر ذاتها، إلى أن المحتجزات من المتوقع أن يتم ترحيلهن للمغرب، على اعتبار أن أغلبهن يرفضن أن يتم ترحيلهن لفرنسا، ويرغبن في الرجوع إلى بلدانهن الأصلية. كما تكشف المصادر ذاتها، أن إدارة مخيم الهول، تنتظر استكمال لائحة العشرين مغربية، بأربع من المحتجزات يجري البحث عنهن، من أجل إغلاق اللائحة الأولية، التي تضم زوجات مقاتلين في صفوف "داعش" إما قضوا في معارك القتال أو معتقلبن حاليين، أو هاربين من قبضة الأمن. كما تؤكد مصادرنا أن عملية الترحيل من المنتظر أن تشمل جميع المحتجزات المغربيات تمهيدا لترحيلهن في وقت لاحق، بشرط استكمال الإجراءات الأمنية والإدارية بتنسيق مخابراتي وأمني مع سلطات المغرب. إلى ذلك نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن "عبد الكريم عمر" رئيس دائرة العلاقات الخارجية وشيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون اللاجئين والنازحين قوله: إن وفود الإدارة قدمت حزمة مقترحات خلال اللقاءات المباشرة أو عبر الاجتماعات الافتراضية تضمنت 5 نقاط رئيسية. وأوضح أن هذه النقاط تضمنت "استعادة الدول والحكومات الغربية والعربية رعاياها ومحاكمتهم على أراضيها، ومساعدة أجهزة الإدارة الأمنية لتقسيم قطاعات مخيم الهول بالحسكة الذي شهد تصاعد عمليات جرائم القتل وحالات الهروب، والإسراع بعمليات بناء وإنشاء مراكز تأهيل، وتبادل المعلومات الاستخباراتية لإبعاد خطر التنظيم عن المنطقة. وتطرق المقترح الخامس ل "إنشاء محكمة خاصة بقرار دولي لمقاضاة هؤلاء على الأراضي الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية"، ونقل عمر أن نتائج اجتماع التحالف الدولي نهاية يونيو (حزيران) الماضي حول التحدي الذي تمثله عناصر "داعش" المحتجزين وأسرهم المتواجدة في سوريا والعراق، أعقب اجتماعات بين قادة الإدارة مع حكومات دول التحالف وممثلي الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولفت عمر إلى أن الكثير من الدول لا تزال مترددة ولديها مخاوف أمنية، ورغم استجابة بعض الحكومات الغربية والعربية وتعاونها في ملف استعادة مواطنيها خصوصاً الأطفال اليتامى والنساء الأرامل، مضيفاً: "هذا خطأ كبير لأن هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم لأنهم ضحايا (داعش)، وبقاؤهم بالمخيمات يسهم في إنشاء جيل راديكالي إرهابي جديد، إذ يتلقون تدريبات على الفكر المتطرف وروح الانتقام". وتتوزع عائلات مقاتلي التنظيم على مخيم الهول ويقع شرق الحسكة ومخيم روج الواقع أقصى شمال شرقي المحافظة، وبحسب شيخموس أحمد: "عددهم قرابة 9 آلاف شخص بين نساء وأطفال يقطنون في مخيم الهول، وهناك ألفا شخص بمخيم روج، يتحدرون من 50 جنسية غربية وعربية، غير أنهم يشكلون عبئاً كبيراً على سلطات الإدارة الذاتية". يشار إلى أنه تم تشكيل التحالف الدولي ضد "داعش" في عام 2014 ويلتزم أعضاء التحالف الدولي ومنهم المغرب، بالعمل على إضعاف تنظيم "داعش" وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف. كما يلتزم أعضاء التحالف الدولي ال 83 بمواجهة تنظيم "داعش" على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية. وبالإضافة إلى الحملة العسكرية التي ينفذها التحالف في سوريا والعراق، يلتزم التحالف بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم "داعش" ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من "داعش" ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم.