في واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ البحرية عبر التاريخ باشرت السلطات الإيطالية منذ أيام عملية رفع باخرة كوستا كونكورديا وجعلها تطفو على سطح الماء من جديد مع تغيير مكانها بحوالي 30 مترا.في إنتظار رحلتها النهائية لتدميرها. عملية تعويم السفينة الإيطالية حضيت بمتابعة إعلامية عالمية واسعة بالنظر لكونها عملية معقدة وفريدة من نوعها ، وقد سبق أن قامت السلطات الإيطالية يوم 16 شتنبر من سنة 2013 بالإشراف على إعادة التوازن إلى السفينة بتثبيتها على أعمدة فولاذية بعدما كان أكثر نصفها تحت الماء.وهي نفس العملية التي جرى فيها العثور حينها على بقايا مفقودين لم يعثر عليهما رجال الإنقاذ حين إرتطامها . وترمي إيطاليا بهذه الخطوة إغلاق أحد أكبر الملفات سوادا في تاريخ الملاحة المدنية لذا يرتقب نقل الناقلة السياحية البحرية في رحلة أخيرة إلى ميناء جنوة حيث سيتم سحبها و تدميرها نهائيا وتسهر وزارة البيئة الإيطالية أيضا على العملية لتفادي أضرار محتملة تعود بالضرر على البيئة.هذا وعبر العديد من سكان جزيرة "إيل جيليو" عن سعادتهم لبدء إجراءات نقل كوستا كونكورديا لأن صورتها مرتبطة لديهم بحادث أليم على الأقل سيحاولون نسيانه بعد زوالها. وتجدر الإشارة إلى أن باخرة كوستا كونكورديا كانت تقوم برحلات سياحية دورية في مياه البحر الأبيض المتوسط لكنها إصدمت في واحدة منها شهر يناير 2012 بصخور جوفية غير بعيد عن جزيرة "إيل جيليو " .الإصطدام أحدث فيها ثقبا من 70 مترا و جعل جزءا منها يغرق وسط مياه البحر ، وخلفت الحادثة حينها 32 قتيلا والعديد من الجرحى ولولا السرعة التي دُبّر بها الإنقاذ لكانت النتائج أكثر كارثية.واستمرت عملية البحث عمن غرقوا لعدة أيام . ويتابع قبطان السفينة الضخمة بتهمة القتل غير العمد وبتركه الباخرة وترك الركاب يواجهون الموت .قائد الطائرة فرانشيسكو سكيتيني ظل متمسكا ببراءته رغم ان التسجيلات الهاتفية تؤكد تورطه حيث كان أول المغادرين للسفينة التي اصطدمت بقاع البحر بسبب خطأ للقائد الذي إقترب كثيرا من الشاطئ . حادثة الباخرة السياحية الإيطالية تعتبر من بين أسوأ الحوادث البحرية االتي عرفها التاريخ على الإطلاق إذ تعد أضخم حتى من سفينة تيتانيك الشهيرة ويبلغ علوها علوَّ عمارة من 23 طابق وطولها 290 مترا وعرضها يقدر بحوالي 36 مترا.وتصل طاقتها الإستيعابية إلى أكثر من 3700 مسافر ويبلغ وزنها وهي فارغة وزن 110 طائرة بوينغ 747 .على ان حمولتها تقدر بحوالي 115 ألف طن .وتوجد بها خمسة مقاهي و13 حانة .وتبلغ قيمتها الإقتصادية حوالي 500 مليون أورو. وتحملت الشركة التي تنظم الرحلات السياحية تكاليف جميع عمليات الإنقاذ وتعويض المتضررين والمتوفين كما تحملت وستتحمل جميع مصاريف الباخرة حتى تدميرها.